لقد كانت مكتبة بغداد مكتبة عظيمة بكل المقاييس، و لم يقترب منها في العظمة إلا مكتبة قرطبة الإسلامية في الأندلس، و قد مرت مكتبة قرطبة بنفس التجربة قبل (20) سنة فقط من سقوط بغداد - أي: عام 636 من الهجرة 
 فقد أحرقت مكتبة قرطبة تماما عندما سقطت في يد الصليبيين، و قام بذلك الحرق أحد قساوسة النـصارى بنفسه و اسمه قمبيز.

حمل التتار الكتب الثمينة و التي بلغ أعدادها ملايين الكتب الثمينة، و ألقوا بها جميعاً في نهردجلة، هكذا ببساطة، و هذا من غباء التتار، فقد كان يمكنهم أخذ هذه الكتب إلى قراقورم عاصمة المغول؛ ليستفيدوا منها،
 فهم لا يزالون في مرحلة الطفولة الحضارية، و لكن التتار أمة همجية لا تقرأ و لا تريد أن تتعلم، فهي لا تعيش إلا لملذاتها و شهواتها فقط.




و كان هدفهم في الدنيا هو تخريبها، فألقى التتار بمجهود القرون الماضية في نهردجلة، حتى تحول لون مياه نهر دجلة إلى اللون الأسود من أثر مداد الكتب، حتى قيل: إن الفارس التتري كان يعبر فوق المجلدات الضخمة من الضفة إلى الضفة الأخرى.

المصدر :
كتاب التتار من البداية إلى عين جالوت ـ لـ راغب السرجاني.