" لم أخبر أولادي قط عن ماهية وظيفتي ، لم أرد يوماً أن يشعروا بالخجل بسببي ؛ فعندما كانت تسألني ابنتي الصغيرة عن عملي، كنت أخبرها -بتردد -أني مُجرد عامل يدوي ، وقبل أن أعود إلى منزلي يومياً ، اعتدت الاستحمام في أحد الحمامات العامة ، حتى لا يعرفوا ماذا كنت أفعل.



أردت إرسال جميع بناتي إلى المدرسة، أردت تعليمهم، أردتهم أن يقفوا أمام الناس بكل كرامة وإعتزاز ، لم أُرد أن ينظر إليهم أحد باحتقار، كما يفعل الناس معي، لقد اعتادوا على إهانتي دوماً.

ادخرت كل قرش ممكن من دخلي من أجل تعليم بناتي ، لم أشتري قميصاً جديداً قط ، بدلاً من ذلك كنت أشتري كتبهم الدراسية ؛ "الإحترام"، هذا ما تمنيت أن يكنّوه لي ، في الحقيقة، كنت عامل نظافة.

في اليوم السابق لموعد تقديم ابنتي الأولى في الجامعة، لم أتمكن من توفير رسوم القبول، لم أستطع العمل في ذلك اليوم ؛ فجلست بجوار القمامة محاولاً أن أخفي دموعي ، كان زملائي ينظرون لي، لكن لم يقترب مني أحدٌ منهم أو حاول التحدث معي ، لقد فشلت في تحقيق حلمها بدخول الجامعة، وكنت أشعر بالحزن وانكسار القلب ، لا أعلم كيف سأواجه ابنتي اليوم وكيف سأجيبها عندما تسألني عن تلك النقود بمجرد دخولي المنزل !

لقد ولدت فقيراً، وكنت مؤمناً أنه لا يمكن أن يحدث شيء جيد لشخص فقير، وخاصة شخص مثلي ، وبعد العمل، تقدم نحوى جميع زُملائي وقبل أن يتحدثوا بشيء، جلسوا إلى جواري على الأرض وسألوني: هل تعتبرنا إخوة لك!؟ وقبل أن أجيب، وجدتهم يمدون إليّ أجر عملهم في ذلك اليوم ، وعندما رفضت، واجهوني قائلين: سنجوع اليوم إذا تطلب الأمر، لكن لابد أن تذهب ابنتنا إلى الجامعة، فانهمرت بالبكاء ولم استطع الرفض.

في ذلك اليوم، لم أذهب للاستحمام -كعادتي -قبل العودة إلى المنزل ، لقد رجعت كعامل النظافة المُتسخ الذي كُنت عليه دوماً.

الآن، ها هي ابنتي على وشك الإنتهاء من دراستها الجامعية ، ثلاثة منهن لم يسمحوا لي بالذهاب للعمل مرة أخرى ، ابنتي لديها الآن عمل بدوام جزئي بجانب الجامعة والثلاثة الآخرين لديهن منح جامعية مجانية.

أحياناً، تأخذني ابنتي لمكان عملي القديم، من أجل تقديم الطعام لكافة زملائي القدامى ، أحدهم وجد الأمر مُضحكاً وسألها: لماذا تُقدمين لنا كُل هذا الطعام؟!

أخبرتهم ابنتي أن "جميعكم تضورتم جوعاً يوماً حتى أستطيع أن أصبح ما أنا عليه الآن، فأدعو الله أن أتمكن من إطعامكم جميعاً كُل يوم".

الآن لم أعد أشعر بأني شخص فقير ، فكيف أكون فقيراً وأنا أمتلك أبناءاً كهؤلاء ؟! "


قصة وعبرة .. الرجل المحتال وزوجته الذين إحتالو اهالي المدينة بحمار..


قصة وعبرة قصة حقيقية لعامل ينجو من الموت ( فلا تحقرن من المعروف شيئا )