كان لأحد البخلاء في العصر العباسي، طبق قطائف قد نسي أن يأكله، ففسد، فخشي البخيل أن يأكل ما في الطبق فيمرض، ولم يطاوعه قلبه على رمي القطائف، فأهداها إلى الشاعر جحظة البرمكي، وكان الأخير من مشاهير المتطفلين في زمانه، فما أن رأى الطبق حتى انكب يلتهم القطائف، غير عابئ بطعمها الحامض، فتعجب البخيل وندم، وحاول استرجاع ما تبقى من القطائف بحجة خوفه على جحظة من الموت؛ لأنها تالفة،لكن عبثاً، فقال جحظة راوياً الرواية :





دعاني صديقٌ لأكلِ القطائفِ

فأمعنتُ فيها آمناً غيرَ خائفِ


فقــالَ بحزنٍ : رويـداً ومهـلاً

فإنَّ القطائفَ إحدى المتـالفِ


فقلتُ لــهُ : مـا سمعنـا بميتٍ

يقـالُ لــه.. قتيــلُ القطائــفِ.