*قصيدة (من يشتري مني العرب؟) للشاعر الأردني (فايز أبو جيش) :
من يشتري الأعراب مني ، والعروبةَ والعربْ؟*
من يشتريهم كلهم جمعاً ؛ بحِملٍ من حطبْ؟*
*من يشتري أشرافهم بحذاء طفلٍ من حلب؟*
من يشتري أذقانهم؟ ولهُ اذا شاء الشنبْ؟*
ماقد سمعنا عاقلاً يبتاع من تيسٍ ذنبْ*
من يشتري الأعراب مني ، والعروبةَ والعربْ؟*
بدموع طفلٍ قد بكى - قهراً - على أمٍّ وأبْ*
مسكينةٌ ياطفلةً صاحتْ ، وقالت ياعربْ*
أشلاؤها قد بعثرتْ : من حضرموت إلى النقبْ*
وتقول لي أين العربْ؟*
سحقاً لهم ... تُعساً لهم ... تباً لهمْ ؛ بل ألفُ تبْ*
من رأسهمْ حتى الذنبْ*
من يشتري أشعارنا ... أقلامنا ... أحلامنا ... خيباتنا؟*
أحزاننا ... أوجاعنا ويأسنا ... خداعنا ونفاقنا؟*
من يشترينا كلنا؟ بنواة تمرٍ فاسدٍ ، أوشسعِ نعلٍ من خشب؟*
من يشتريكَ أبا لهبْ؟*
اغضبْ فقد حان الغضبْ*
كالنارِ واهدر كاللهبْ*
ماكانَ يجدي صمتنا أبداً ، ولا تُجدي الخطبْ*
بغدادُ أنهكها العِدا ، والقدسُ فينا تُغتصبْ*
والعُربُ إمّا صامتٌ أو شاجبٌ أو مُسْتلبْ*
أو خائفٌ أو خائنٌ ؛ باعَ العرُوبةَ والعربْ*
فرساننا باعوا الخيولَ ليشتروا فيها الذهبْ*
ورماحنا نلهو بها ، وسيوفنا أضحتْ خشبْ*
وشبابنا أمسوا دمى - لا روح تحوي - كاللعبْ*
أحياء نبدو ؛ إنما أموات من فوق التربْ*
حدث فما يجري لنا منا وندري ما السببْ*
حدث عن الطفل الذي أرداه عنقود الغضبْ*
حدث فتاريخ العدا بالغدر والنسغ انكتبْ*
حدث عن السلم الذي أمسى كمن يرعى الدببْ*
حدث فإنا أمة ... تهوى أحاديث العتبْ*
فالموت حق إنما ... للحق موت قد وجبْ*
والعيش في ذل العدا ... كالعيش مع سكنى الزربْ*
وتقول لي أين العرب*
سحقا ... لهم تعسا لهم ... تباً لهم ؛ بل الف تب*
من رأسهم حتى الذنب*
0 تعليقات
شاركونا بآرائكم وتعليقاتكم