ﺣﻮﺍﺭ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﻊ ﻧﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ


ﻗﺼﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ

ﺟﺎﺀﺕ ﻓﺘﺎﺓ ﻧﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻷ‌ﺣﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﺃﻧﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﻋﻦ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ، ﻭﻗﺪ ﺃﻋﺠﺒﺖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻪ، ﻭﺃﺣﺒﺒﺘﻪ ﺣﺒﺎً ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻭﻟﻜﻦ ﺣﻜﻤﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﺻﺎﺭ ﺳﺒﺒﺎً ﻟﻌﺪﻡ ﺩﺧﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ، ﻭﻗﺪ ﻧﺎﻗﺸﺖ ﺣﻮﻟﻪ ﻋﺪﺓ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻓﻠﻢ ﺃﺣﺼﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺏ ﻣﻘﻨﻊ، ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻧﺖ –ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ- ﺃﻥ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻲ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﺈﻧﻨﻲ ﺳﺄﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ؟

ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ: ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻜﻢ؟

ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻓﺮﺽ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ؟، ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ‌ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﺗﺨﺮﺝ ﺳﺎﻓﺮﺓ ﻛﺎﻟﺮﺟﻞ؟

ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ: ﻫﻞ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺼﺎﻏﺔ، ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻼ‌ﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺒﺎﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻤﺠﻮﻫﺮﺍﺕ؟.ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ: ﻧﻌﻢ.

ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ: ﻫﻞ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺎﺋﻎ ﻗﺪ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻤﺠﻮﻫﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﻭﻗﻔﻞ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ؟.

ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻧﻌﻢ.

ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ: ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﺠﻮﻫﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻷ‌ﻳﺪﻱ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﻭﺩﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻤﻘﻔﻮﻝ؟

ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻟﻜﻲ ﻳﺤﺮﺳﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ﻭﺍﻷ‌ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺨﺎﺋﻨﺔ.

ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ: ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ، ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺭﻳﺤﺎﻧﺔ .. ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺟﻮﻫﺮﺓ .. ﻳﺎﻗﻮﺗﺔ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺋﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﺎﺳﺪﻳﻦ، ﻭﻳﺠﺐ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﻳﺴﺘﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ، -ﻛﻤﺎ ﻳﺤﻔﻆ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﻑ- ﺣﺘﻰ ﻻ‌ ﺗﻘﻊ ﻓﺮﻳﺴﺔ ﻟﻬﻢ، ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻓﻘﻂ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺎﺗﺮ ﻭﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﻟﻬﺎ.



ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺤﺠﺒﺔ ﺁﻣﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺋﻨﻴﻦ، ﻷ‌ﻥ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻣﺴﺘﻮﺭ ﻭﻣﺤﺎﺳﻨﻬﺎ ﻣﺴﺘﻮﺭﺓ، ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﻻ‌ ﻳﺮﻭﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎً، ﻭﻻ‌ ﻳﻄﻤﻌﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﻣﻌﺰﻝ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﻻ‌ ﻳﻠﻔﺘﻬﻢ ﺷﻲﺀ ﻣﻨﻬﺎ،ﺑﻞ ﻳﺘﻬﻴﺒﻮﻧﻬﺎ ﻭﻳﺴﺘﺤﻴﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻷ‌ﺟﻞ (ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ) ﺇﺫﺍً ﻓﺎﻟﺤﺠﺎﺏ ﻭﻗﺎﻳﺔ ﻟﻚ، ﺑﻞ ﻳﺘﻬﻴﺒﻮﻧﻬﺎ ﻭﻳﺴﺘﺤﻴﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻷ‌ﺟﻞ (ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ) ﺇﺫﺍً ﻓﺎﻟﺤﺠﺎﺏ ﻭﻗﺎﻳﺔ ﻟﻚ، ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ﻟﺸﺮﻓﻚ ﻭﻛﺮﺍﻣﺘﻚ.

ﻧﻌﻢ، ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ، ﻫﺬﺍ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ، ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻬﻠﻞ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ، ﻭﻗﺎﻟﺖ: ﺍﻵ‌ﻥ ﺍﻗﺘﻨﻌﺖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ، ﻭﺍﻵ‌ﻥ ﻋﺮﻓﺖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻨﻪ، ﻭﺍﻵ‌ﻥ ﻃﺎﺏ ﻟﻲ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ، ﺛﻢ ﺗﺸﻬﺪﺕ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺗﻴﻦ.