دخل عمر بن الخطاب على النبى ﷺ  فى غرفة له فوجده مضجعاً على حصير بالٍ أكل الفقر أطرافه  قد أثَّر فى جنبه, وتحت رأسه وسادة محشوة ليفاً, وفوق رأسه جلد عطن, وفى ناحية الغرفة قبضة من شعير نحو صاع , وأسفل الحائط قرظ يُدبغ به الجلد .


فانخرطت دموع بن الخطاب رضى الله عنه وغلبه البكاء لرقة حاله صلى الله عليه وسلم .

فقال صل الله عليه وسلم وهو ينظر إلى دموع عمر : مايبكيك يابن الخطاب ؟


قال عمر وقد أختلطت كلماته بدموعه: يانبـى الله .. مالى ولا أبكى .. وهذا الحصير قد  أثَّر فى جنبيك  وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى. وكسرى وقيصر على سرر الذهب وفرش الديباج والحرير  وفى الثمار والأنهار .. وأنت نبى الله وصفوته 


قال صلى الله عليه وسلم والإبتسامة بين شفتيه : يابن الخطاب إن أولئك قد عجلت لهم طيباتهم  وهى وشيكة الإنقطاع , وإنا قوم أخرت لنا طيباتنا فى آخرتنا  أما ترضى أن تكون لنا الأخرة ولهم الدنيا 

 قال عمر يا نبى الله لو أتخذت فراش ألين من هذا !

فقال رسول الله صل الله عليه وسلم فى خشوع وتبتل: مالى وللدنيا !!  ما مثلى ومثل الدنيا إلا كراكب سار فى يوم صائف,  فاستظل تحت شجرة ساعة ثم راح وتركها .

《اللهمَّ صَلِّ وَسَـــلِّمْ وزد وَبَارِكْ على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا وقائدنا وقدوتنا ونَبِيِّنَا مُـحـمَّـد وَْعلُى آلُُه وَصّحُبُّه آجْمٌْعيَنَﷺ》