أحد الأخطاء التي ارتكبتها في حياتي أنني تحملت أكثر مما ينبغي، لم أعاتب أحدًا على غيابه، كنت ألتمس للجميع ألف عذر. يطول غيابهم مهما طال ليجدوني في مكاني منتظرًا قدومهم بشغف، لم ألقِ اللوم على أحد حتى في مأساتي، والمواقف التي كان يجب عليهم مساعدتي خففت من ثقلها على قلبي، واعتبرتها مواقف عابرة يمكنني تجاوزها وحدي.


كنت مسالمًا، أقصد كنت ساذجًا للحد الذي جعلني أؤمن أن التسامح جزء أصيل من الحب مهما تكررت الأخطاء، مهما تجاوز الأمر مجرد مضايقات إلى إهانة ووجع مباشر.

أسمعهم، دائمًا أسمعهم، وأقف مع كل من يريد مساعدتي، حتى لو كانت الهموم على ظهري تتزايد. كنت أتغاضى عنها في سبيل مساعدتهم، قدمت كل ما هو ممكن، من أجلهم، من أجلهم فقط. تحملت نوبات غضبهم، كنت الحائط المائل للجميع. أنا صديقهم حتى يأتي الأصدق، المهم حتى يأتي الأهم. أتشبث بالجميع ولم يتشبث بي أي شخص، لم أعاتب، لم أرفض، لم أعترض، كنت دائمًا أقابل معاملتهم السيئة بالحسنة، الجفاء بالود، والقسوة باللين. كنت شخصًا مثاليًّا بالنسبة لهم؛ لأنني لا أعترض، لا أشتكي، لا أفعل إلا البقاء معاهم وبجانبهم دون مقابل.

كنت شخصًا مسالمًا بما يكفي ليعتبروني بلا كرامة، بلا كبرياء، بلا مشاعر. أقصد كنت شخصًا ساذجًا بما يكفي ليفسدوا قلبي.