في يوم من الايام 

تزوج رجل بفتاة وكانت حالته ميسور الحال، إلا أنه شحيح النفقة ولا يعرف من أصناف الطعام، إلا صنف واحد وهوي (العدس) كان ياكل العدس ثلاث وجبات فى اليوم على مدار الأسبوع والشهر والعام، صبرت زوجته عليه مدة كبيرة من الزمن، إلا إنها من حين للآخر تحدثه فى الأمر، وتطلب منه أن يأتيها مرة بلحم أو دجاج أو أى شيء غير العدس لأنها أصبحت لا تطيقه وتفضل الجوع على أكله، لكنه كان يرفض رفضا قاطعا ويذكر لها فوائد العدس وزهد ثمنه، فى يوم من الأيام ذهبت لزيارة أهلها، لكنها كانت تجد حرج في ان تحدث أهلها فى هذا الأمر، لكن أخوتها لاحظوا انها ليست على ما يرام، سألوها ما الأمر، رفضت ان تحكى لهم، وبعد إلحاح وإصرار منهم لمعرفة ما هى المشكلة التى جعلتها مهمومة مكسورة الخاطر، حكت لهم عن بخل زوجها وشحه، وأنها من يوم زواجها منه لم تذق شيء غير العدس.
قالوا لها: دعِ الأمر لنا، كل ما عليك خذى هذه الحبة المنوم وضعيها له فى الطعام.



أخذت منهم الحبة المنوم وفعلت كما قالو لها.
ثم جاءوها إلى بيتها ووجدوا زوجها  راح فى ثبات عميق متأثرا بمفعول الحبة المنوم، فجردوه من ملابسه وألبسوه كفنا، ثم أخذوه إلى غرفة مظلمة وأنتظروه حتى أستيقظ ليجد نفسة فى مكان مظلم وعليه الأكفان فظن أنه مات..
ثم ظهرا له أثنان من أخوات زوجته وهما متنكران وعجلانه بالسؤال.
من ربك؟
فايقن أنه فعلا مات وأنه فى تلك اللحظة يُسأل، وأجاب وهو يرتجف من الخوف..
بعد ان كررا عليه السؤال ..
من ربك؟
قال: الله .. لا إله إلا هو وحده لا شريك له.
وما دينك؟
قال: الإسلام
من الرجل الذى بعث فيكم؟
قال محمد صلى الله عليه وسلم.
ماذا كان طعامك فى الدنيا؟
قال: العدس والله لم أذق طعاما غيره.
فقالا له لم تذق غير العدس، والله سبحانه وتعالى يقول: (كلوا من طيبات ما رزقناكم)،.
إن عذاب العدس أن تجلد بالسياط إلى يوم البعث، وأخرجا سوطين وأنهلا عليه ضربا بالسياط حتى أغشى عليه. فحملوه وأعادوه إلى مكانه وألبسوه ملابسه وأنصرفوا..
ولما أستيقظ، سأل زوجته وهو يرتجف من الخوف ويتوجع من الألم..
ألم يحدث شيء لى، ألم امت؟
قالت: لا لم يحدث شيء وها أنت ذا حى ترزق
سأذهب لأعد لك فطورك، سأحضر لك العدس حالا..
فصرخ قائلا: لاااااااااااا
إياك والعدس فعذابه إلى يوم البعث.
سأذهب لاشترى لنا لحما وفاكهة
فالله سبحان وتعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)..