يحكى أن الهيثم بن عدي و هو كوفي وكان عالما بالانساب .. إذ كان في مجلسه و معه جلسائه اذ اقبل شاب لم يتعرف عليه الهيثم و لم يحفل به و لم يكترث لوجوده 

فقام الشاب منصرفا و معالم الغضب واضحة في أساريره ..


فقال بعض الموجودين للهيثم أتعرف من هذا الذي انصرف غضبا ؟؟انه الحسن بن هانئ ابو نواس .. فتكدر الهيثم و قال انّ لله هذي و الله بلية أُبتلينا بها و لم نحسب حسابها..  قوموا بنا اليه .. 

فتوجهوا الى أبي نواس في بيته و اعتذر له الهيثم و قبل ابو نواس اعتذاره.. 

 فقال له الهيثم اذن عاهدني على ان لا تقول فيا شعرا يقصد هجاء

 قال نعم و اعاهدك على ذلك مستقبلا .. اما ما مضى فلا حيلة فيه

 قال و ما مضى ؟ قال بيت واحد جاء على لساني عندما انصرفت من عندك غاضبا

 قال الهيثم و ماهو؟

 قال: إذا نَسَبْتَ عديّاً في بني ثُعَلٍ..فقدّمِ الدّالَ قبل العَينِ في النّسبِ 

و كما تعرفون تقديم الدال على العين في كلمة عديّ تصبح به الكلمة دعيّ

 و هنا انصرف الهيثم مطمئنا و لكن بعد ايام سمع الناس يرددون قصيدة كاملة تقول بعض ابياتها

الحَمدُ لِلَّهِ هَذا أَعجَبُ العَجَبِ

الهَيثَمُ اِبنُ عَدِيٍّ صارَ في العَرَبِ

يا هَيثَمُ اِبنَ عَدِيٍّ لَستَ لِلعَرَبِ

وَلَستَ مِن طَيِّئٍ إِلّا عَلى شَغَبِ

كَأَنَّني بِكَ فَوقَ الجِسرِ مُنتَصِباً

عَلى جَوادٍ قَريبٍ مِنكَ في الحَسَبِ

إِذا نَسَبتَ عَدِيّاً في بَني ثُعَلٍ

فَقَدِّمِ الدالَ قَبلَ العَينِ في النَسَبِ

 و يحكى ان الهيثم لما سمعها هرع الى ابي نواس فقال له اما وعدتني ان لا تقول فيا شي يا ابا نواس 

قال بلى و لكن اخبرني الشاعر أصدق أم الله ؟؟  قال بل الله تعالى طبعا

 قال الم يقل الله تعالى "والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون" 

فقال له قبح الله رأيك و الله لن تفلح ابدا