مؤلمة جدا تلك الحياة وقاسية جدا ، تأخذ منا من نحب أمام أعيننا لتجعلنا نعاني حتى نموت أو نفقد عقولنا ، كانت هناك أمرأة جميلة وطيبة القلب متزوجة ولقد  رزقها الله تعالي بصبي  وحيد  ، وكان الطفل  شقي جدا وكثير الحركة  ولديه نشاط زائد في المخ فيتحرك كثيرا ، وعلى رغم عمره الصغير  الذي لا يتجاوز العامان والنصف كان شديد الذكاء والفطنة ذكائه حاد جدا ، وفي يوم من الايام سافر الزوج الى عمله خارج المدينة وكان عليه البقاء بالعمل ثلاث أيام،

وهنا قررت الزوجة الذهاب إلى منزل عائلتها لقضاء تلك الايام هناك بعد .سفر الزوجها وبدئت زوجته تجمع اغراضها استعداد لقضاء الثلاث ايام في منزل أهلها ، ولكن قررت الزوجة ان تقوم في تنظيف المنزل قبل الرحيل وترك المنزل حتى يعود زوجها فيجده نظيف ومرتب ، 

وأخذت ترتب المنزل  ولم تتصل بأحد من اهلها لاخباره بالامر ، قررت الانتهاء من تنظيف منزلها أولا ،  وانهت الزوجة من عملها في المنزل وقبل الخروج من منزلها

دخلت الزوجة  إلى الحمام للأغتسال حتى ترتدى ملابسها وتذهب لمنزل اهلها ، وكان الطفل يلعب ويلهو وهنا قام الطفل   باخد  مفتاح باب الحمام دون أن تشعر أمه  وتراه والدته وأقفل باب الحمام علي امه من الخارج بالمفتاح ،  وهكذا أصبحت المرأة حبيسة داخل الحمام ولا يوجد أى وسيلة اتصال لديها للاتصال بأحد وكان الحمام منعزلا في ركن  من أركان المنزل .
وكان اهلها لا يعلمون عن سفر الزوجها شيء  لانه كان مفاجأة ولم يجد الوقت ليخبر أحد بالامر ، اخذت الام تحاول كسر الباب ولكنها لم تستطيع اخذت تقول للطفل يحاول أن يفتح الباب ولكن الطفل لم يستطيع فتحه ، فكان صعبا عليه ، كان الطفل خائف مذعور جدا ولا يعرف ماذا يفعل ولا كيف يعطيها المفتاح  ، اخذت الام تصرخ وتصرخ  بذعر ، ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل، فالطفل  لا يمكنه  فعل شيء اخذ يصرخ الطفل


جاء الليل سريعا وجعل كل شيء مظلم كريه ،  اخذت الام المسكينة  تصرخ وتنادي على احد لنجدتها  من خلف النافذة المغلقة ، ولكن المصيبة والكارثة وسوء الحظ  أنهم كانوا يسكنون منطقة معزولة خالية من البشر تقريبا  تماما ولم يكن هناك جيران من حول المنزل ،  بدأ الطفل يبكي من الجوع والعطش الشديد  والتعب ويريد امه ،  واستمر الامر هكذا لمدة ثلاثة أيام والابن يحتضر  ويموت علي مسمع من الام الحبيسة بالحمام .

لم تعد الام تسمع صوته إلا ضعيف جدا واهن ، وفي اليوم الرابع مات الطفل الصغير  امام سمع الام من داخل الحمام  ، جاء الزوج الى بيته ورأى طفله ميت على الارض لا يتحرك  ، فتح باب الحمام فوجد زوجته قد شاب شعر رأسها  كله وبين الحياة والموت ، وبعدها فقدت عقلها فالرجاء الانتبهاء  على اولادكم ولا تغفلو عنهم ثواني فقد يكلفكم الغفلان عنهم كثيرا والثمن سيكون باهظا جدا فليس هناك اغلى من ارواحهم الطاهرة .