يقول أحدهم في أحد البلاد العربية  :

أيام كانت المخابرات تعتقل أيَّ مواطن مُطلق لحيته ...

كان هناك صديقي و يسكن بجواري يُدعى حسين .. مطلق لحية طويلة ليخفي الإعوجاج في فكّه،

(اللهم لا اعتراض على خلقك).

ومرة كنتُ راكباً البسكليت ذاهباً إلى شغلي، وإذْ بسيارة جيب وفيها ثلاثة رجال يلبسون سترات سوداء، 

وكلهم شخصيات مرعبة... سألوني.. 

أين بيت حسين ..؟ فأرشدتهم إليه، ثم سألوني عن أخلاقه ودينه...


لما تأملتُ بهم صار عندي حدس وحِسٌ استخباريٌّ وعقلي صار يضرب اخماساً بأسداس...

قلتُ في نفسي :أكيد هؤلاء ضباط مخابرات يبحثون عن حسين لاعتقاله بسبب أنّه مطلق لحيته،ويعتقدون أنه متعصب ومتطرف..

علماً.. الشهادة لله... حسين رجال آدمي وطيب كثير، بس أنا خفتُ عليه،وكذّبتُ عليهم وقلت لهم:

يا عمي حسين هذا

أكبر نسونجي، وشرّيب خمر بالحارة، وبحياته ما ركع ركعة لله...

فصار الجميع يضحك وينظروا ببعضهم ويهزو برؤوسهم.. وركبوا بالسيارة وانصرفوا...

أنا لم اخبر حسين حتى ما يخاف ويبطل يخرج من البيت....

المهم... اختفى حسين ، ولم أعد أشاهده لا بالشارع ولا بالشغل...ومضى عشرون يوماً على هذه الحال..

فذهبتُ اسأل عنه.. وإذ بأُمّه، سألتها: ياخالة أين حسين ؟

قالت: صار له عشرون يوماً وهو مريض يا إبني، فناديتُ عليه وخرج... وإذا به أصفر اللون،غائر العينين كأنه طالع من القبر...

فقلتُ له: خير ما بك ؟!!.

قال: أسكتْ.. كنتُ أحبُّ فتاة وامنيتي الزواج بها، وقبل الخطبة بيومين، جاء أهلُ الفتاة الى الحاره وسألوا عني وعن أخلاقي.. وما بعرف مين إبن الكلب الذي شهد عليّ وقال:

إني نسونجي، وسكِّير ،ومابخاف من الله ولا بصلي.. فلما ذهبت إليهم ضربوني اخوتها الثلاثة ورفضوا يخطبوها لي

فقلتُ في نفسي: لقد قضيتُ على مستقبل حسين سبب مشاعري الإستخباراتية.

الخلاصة: 

*لا تجتهد إنْ لم تكن لديك مؤهلات*