أبوالهول طال عليك العصر - وبلغت فى الارض أقصى العمر هكذا وصف أمير الشعراء احمد شوقى تمثال أبو الهول اشهر واعظم منحوتة فى كافة العصور وينسب أبو الهول إلى الأسم المصرى القديم (جوجون) إى مبعوث الرعب ، وإلى الأسم (بوهول) اى مكان المعبود ، ومن اسماءه (روتى) المرتبط باله الشمس ، وفى الدولة الوسطى أطلق عليه أسم (شسب-عنخ) اى التمثال الحي ، أما الأغريق فقد اسموه سفنكس وأنتشر هذا الأسم فى جميع اللغات.


ظل شامخا في مكانه على مدى الاف السنين

نحت هذا التمثال من الحجر الجيري الكلسي بجسم اسد يرمز الى القوة وراس انسان يرمز الى الحكمة ، تم نحته في عهد الملك (خع - اف - رع) خفرع سنة (2625-2600) ق.م بطول 73م وعرض 19م وارتفاع 20م ليصبح احد اهم المعالم التاريخية والسياحية فى العالم.


ظل التمثال منذ القرن 18 بدون انف وتعددت الروايات والحكايات والاشاعات حول من كسر انف ابو الهول الرابض فوق هضبة الجيزة كحارس اسطوري لاهرامات الجيزة الخالدة. فمن وراء كسر انف ابو الهول؟ ..


نظر للقيمة المعنوية الكبيرة لهذا الاثر التاريخى حاول البعض الصاق هذه التهمة بجيوش بريطانيا والمانيا حيث دارت رحى معركة العلمين بينهما على الاراضى المصرية اثناء الحرب العالمية الثانية ، لكن هذا الشائعة تم دحضها لان التمثال بدون انف منذ 1886م ولأن المعركة دارت فى مدينة العلمين فى اقصى الشمال الغربى لمصر. 


رسم لتمثال ابو الهول بريشة المستشرق فردريك لويس نوردن عام 1737


اما الشائعة الثانية والتى كانت شبه يقينية فتقول ان انف ابو الهول دمر بواسطة مدفعية الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 بقيادة نابليون بونابرت ، وذلك لكسر انف المصرين الذين قاموا بعدة ثورات ضد الفرنسين ، لكن ما يدحض هذه الرواية هي رسومات المستكشف الدنماركى فردريك لويس نوردن نشرها فى كتابه رحلة الى مصر والنوبة عام 1737 والتى ظهر فيها التمثال بدون انف اى قيل الحملة بـ 61 عاما.


وهناك رواية عن عوامل التعرية التي كانت السبب فى سقوط انف التمثال لانها كانت اضعف نقطة فى التمثال ، ولكن عالم المصريات بسام الشماع اكد ان الانف كسرت بفعل فاعل لان الجزء العلوى به ثقب كبير وان الجانب الاخر به ثقب صغير مما ادى لوقعها بسهولة واكبر دليل على ذلك ان جسد التمثال به خطوط موازية لبعضها لتحمل الرياح على مدار السنين وقد تكون ذقن ابو الهول قد وقعت فعلا بسبب عوامل التعرية حيث وجدها عالم الاثار جيوفانى باتستا مطمورة فى الرمال بين مخلبى التمثال عام 1817 وهى حاليا معروضة فى المتحف البريطانى.


هناك تماثيل كثيرة مصغرة لابو الهول في مصر القديمة .. في الصورة يظهر احدها وهو منحوت من البازلت ومعروض في متحف اللوفر


اما الافتراض الاخير فقد ذكره المؤرخ المصري المقريزي فى كتابه (المواعظ والاعتبار)  حيث ذكر فى كتابه رواية هى اقرب للصحة فى كسر انف ابو الهول فقال : "وفي زمننا، كان شخص يعرف بالشيخ محمد صائم الدهر من جملة صوفية الخانقاه الصلاحية سعيد السعداء، قام في نحو من سنة ثمانين وسبعمائة لتغيير أشياء من المنكرات، وسار إلى الأهرام وشوّه وجه أبي الهول وشعثه ، فهو على ذلك إلى اليوم". ويبدو أن صائم الدهر هذا قد استشاط غضبا من البعض لتقديمهم قرابين للتمثال لزيادة محاصليهم ، وعندما علم الحاكم بما فعله الشيخ المذكور قبض عليه وقطعه اربا اربا وامر بدفنه بجوار ابو الهول . الغريب ان الرمل بعد تحطم انف ابو الهول بدأ يزحف على المنطقة حتى غطى اراضى كثيرة من الجيزة كانت تصل اليها مياه نهر النيل.