سكان الجزيرة يرفضون اي تواصل مع العالم الخارجي. السكان يقتلون أي شخص تطأ قدماه ارض الجزيرة. الاقتراب من شواطئ الجزيرة يعد جريمة بموجب القانون.


عند ذكر مصطلح الحظر سواء حظر التجول أو الزيارة أو التصوير فيرتبط في ذهن القارئ أن المكان منشأة عسكرية أو مؤسسة أمنية وغير ذلك، لكن الغير متوقع أن يكون مكان على كوكب الأرض فرض حظر زيارته للعامة وإلا وضعوا أنفسهم تحت طائلة القانون،

 خاصة مع الطفرة التي يعيشها العالم في زمن التطور والتكنولوجيا المتقدمة .. إنها جزيرة" نورث سينتينل" الغامضة. 


جزيرة نورث سينتينل الغامضة

جزيرة صغيرة تفتقر للموانيء ومحاطة بشعاب مرجانية.

هي تعد إحدى جزر أندمان الهندية التي يبلغ مساحتها 72كيلومتراً، وتقع في خليج البنغال وتتبع دولة الهند إدارياً، وهي جزيرة محاطة بالأعشاب المرجانية ومغطاة بالغابات وتفتقر للمرافئ الطبيعية.


لا أحد يعرف ما هي لغة سكان هذه الجزيرة أو العادات والتقاليد أو المعتقدات الدينية ، كل ما يعرف عنهم أنهم يسيرون شبه عراه تقريباً ويعيشون على الأطعمة البحرية، و يحرصون على إقامة حفلات شواء على الشاطئ وإنهم يرفضون جميع الزائرين بإستخدام العنف، وقد يصل الأمر إلى القتل بالسهام السامة والمناجل الحادة.


يقال أن الجزيرة مأهولة بالسكان منذ أكثر من 60 ألف سنة لكن هناك تضارب حول عدد السكان بها، حيث ترجح بعض التقارير أنهم مئات في أفضل الأحوال.


جزيرة نورث سينتينل الغامضة

صورة التقطت من بعيد لبعض سكان الجزيرة يلوحون باسلحتهم البدائية

ونقلاََ لتقرير موقع" ديلي ميل" البريطانية عن الباحثة البارزة " صوفي غريغ" حيث قالت: "هذه واحدة من أكثر القبائل ضعفاً على هذا الكوكب يمكنهم الاصابة بالأمراض التي من الممكن أن تمحونا جميعاً حرفياً".


هذه القبائل البدائية تمثل السلالة الباقية الوحيدة من أول البشر في آسيا، وهم شقوا طريقهم من أفريقيا إلى الشرق الأوسط قبل أكثر من 75 ألف عام، وأستوطنوا بورما والهند، وفي نهاية المطاف وصل هذا الشعب إلى جزر إندمان وإنتقل البعض منهم إلى جزيرة سينتينل.


هم يصطادون السلاحف والأسماك بالرماح والسهام والأقواس، كما تجمع النساء الدرنات، وجوز الهند، والتوت والمحار، وفي فصل الصيف يجمع الأهالي العسل ويلطخون أجسادهم باستخدام عجينة ورق طريه خاصة بهم، ويعيشون في أكواخ صغيرة بدائية.


الأتصال الأول الموثق بهذه الجزيرة منذ أكثر من ألف عام من قبل المستكشفين الصينيين والعرب، في القرن الثالث عشر كتب المستكشف "ماركو بولو" عن أهالي هذه الجزيرة يقول: إنهم أكثر الرجال عنفاََ وحشية.


والأمر المثير للدهشة أنهم نجوا جميعاً من كارثة تسونامي التي شهدتها البلاد في عام 2004م والتي قتل فيها حوالي 250 ألف شخص، وتؤكد بعض المصادر أن عداء القبيلة للغرباء يعود لأحداث وقعت في الماضي عام 1980م قتل العديد من أفراد هذه القبيلة

مجموعة من المنقذين المسلحين الذين عادوا للجزيرة لإسترداد الحديد والسلع وغيرها من حطام سفينة غارقة بالقرب من الجزيرة، لكن من وجهة نظري أن هذا العداء يرجع لأحداث أقدم من ذالك ففي عام 1880م تحطمت سفينة تجارية تدعى"نينوي" بالقرب من الشعاب المرجانية 

وبعد عدة أيام تعرضت للهجوم من سكان الجزيرة.


جزيرة نورث سينتينل الغامضة

جون تشاو تسلل الى الجزيرة فقتله سكانها

المبشر المسيحي المتحمس "جون تشاو" الذي قررإختراق عزلة القبائل في الجزيرة ، قام عام 2018 بالإتفاق مع أحد الصيادين للتوجه إلى ساحل الجزيرة وبحسب الإتفاق بينهم رفض الصياد أن يقترب من الشاطئ بأي حال، وكانت النتيجة أنه أكمل باقي الطريق سباحة، وجاء هذا الإتفاق بعد رفض كثير من الصيادين إيصال تشاو للجزيرة خاصة وأن هناك أعداد من حوادث القتل سجلت.


وعند وصوله إلى هناك قدم لهم هذه الهدايا ليعرب عن حسن نيته والتواصل معهم لإيصال رسالته، وكانت معاملتهم حادة. كان تشاو مدركاََ لخطورة الذهاب إلى هذه الجزيرة، 

لكن تقدير الخطر لم يكن دقيقاً وقرر أنه يقضي ليلة كاملة في الجزيرة وهذا القرار أدى إلى مقتله، ويظن البعض أن وفاته جائت نتيجة سهم مسموم ، وجثة تشاو ما زالت في الجزيرة وبعض الصيادين شاهدوا أحد السكان يجرها على الشاطئ.


جميع محاولات الإتصال مع سكان الجزيرة بائت بالفشل، ولم يتردد أحد منهم في مهاجمة الطائرات التي تقوم بمهام الإستطلاع بقذفها بالحجارة والسهام النارية ولم يتم حتى الآن الحصول على صور أو مقاطع فيديو من داخل الجزيرة ومعظم الصور التي تم الحصول عليها غير جيدة نظراً لأنها التقطت من مسافة بعيدة.


وبما أن سكان الجزيرة يفتقرون المناعة الطبيعية ضد امراض العالم المتمدن ، فضلاً عن العنف والعدوانية مع الغرباء لذالك قررت الحكومة الهندية حظرالإقتراب من جزيرة "نورث سينتينل" التي يرفض قاطنيها أي تواصل مع العالم الحديث و هكذا يتوقف بهم الزمن عند مرحلة عاش عليها الإنسان في العصور القديمة.