أجلس جلستي المحببة في ركني الأثير،  أنظر أسفل مني، فأرى ذلك المحل التقليدي، العتيق، ولكنه في نفس الوقت نظيف ومنظم، بفضل صاحبه، ذلك العجوز الطيب،

 


منعدم الفضول، الذي يجلس على مقعده الخشبي في صدر المكان، ينتظر في أناة، وصبر وصول بعض (زبائن) ليشتروا شيئا يسيرا من هذا المحل يجعل يومه أفضل، وهو شئ لا يحدث كثيرا، في باقي أيام السنة، 

أما في تلك الأيام الأولى  من (فبراير)، فالوضع يختلف كثيرا مع اقتراب عيد المحبين المسمى (فالنتاين)، وعبث ذلك الطفل المخبول المدعو (كيوبيد) بأسهمه الفتاكة، فيصيب بها القلوب والعقول في آن واحد، أيام يجب أن يثبت فيها كل عاشق عشقه بدليل مادي يكلفه قدرا من المال يتناسب مع مقدار عشقه ...

 أيام ينشط فيها سوق الزهور، والقلوب، والبطاقات الملونة، والدمى المحشوة لدى الشبان والشابات ... أيام يعلو فيها الأحمر على باقي الألوان.   

أنا في مكاني هذا منذ عشرة أشهر أو أكثر، لا أغادره أبدا إلا في هذا الأيام، حينها يعلو سوقي ويكثر مريدي ... أحيانا يتم اختياري في أوقات أخرى من العام، ولكن هذا لا يحدث كثيرا، وهذا شئ لا يضايقني كثيرا، فأنا أملك كل الوقت ولا شئ يدعوني أبدا للعجلة، ففي النهاية، سيتم اختياري وسأقوم بمهمتي الأبدية التي وجدت من أجلها.

يدخل شاب مراهق إلى المحل، يبدو من ثيابه وملامحه تواضع حالته المادية، يقلب بناظريه في الألعاب و الهدايا المتراصة على الرفوف، يتوقف كثيرا أمام القلوب والدمى المحشوة، تقع عيناه علي ... أعرف هذه النظرة، إنه يرغب في اختياري، يلتفت إلى صاحب المحل، وهو يقول بصوت يحاول أن يبدي فيه عدم اكتراث مصطنع، حتى لا يبالغ صاحب المحل في السعر:

- بكم ذلك الدب الأحمر؟

يجيبه صاحب المحل بسعر معقول، يبدو في الاندهاش الذي ظهر على محياه ... يخرج المراهق، حافظته، ويعد ما بها من النقود، ثم يعرض قيمة أقل، فيوافق صاحب المحل دون فصال ... يتعجب المراهق من تساهل صاحب المحل معه، ولكنه يخرج النقود ويناولها إلى صاحب المحل، 

الذي يجلب سلما خشبيا ويصعد عليه عدة درجات، بركبتين أهلكهما (الروماتويد)، فيلتقطني، ثم يهبط ليناولني إلى المراهق، الذي بدت ملامح الفرح والظفر على وجهه، لفوزه بصفقة طيبة، وهو لا يعرف السر في تساهل هذا العجوز معه، السر الذي يكتمه العجوز، ولن يفصح عنه ابدا ... 

نسى المراهق ما كان يفكر فيه، وزاغت عيناه، وبدأ عقله وقلبه يسرحان في حبيبته، وردة فعلها عندما يفاجئها بي، بالتأكيد ستجن من الفرحة ... عذرا، لقد نسيت أن أوضح لكم، فأنا مجرد دمية ... دمية لدب أحمر، محشوة بالقطن، بعينان زجاجيتان، وطول يقارب المتر.

***

أنا شاب فقير حديث التخرج، أنا حدوتة تسير على قدمين لتجسيد سوء الحظ وقلة البخت ... أعمل في وظيفة بسيطة وجدتها بعد عنت،

 أتكسب منها رزقا يكفي قوت يومي كعامل لتنظيف الأطباق والأواني في أحد المطاعم، وهذا شئ لا يثير في ذرة من العجب رغم حصولي على شهادة (البكالوريوس) في المحاسبة بتقدير (جيد جدا)، فمع وجه مثل وجهي، يعتبر تعطفا من صاحب المطعم أن وافق على تعييني ...

 أجل أنا قبيح الشكل، بأنفي الضخم وعيناي الضيقتين كالثقوب، وشفتاي الغليظتين كإطارات الشاحنة ... من لا يراني قبيحا بين الناس، يراني مرعبا ومخيفا ونحسا مجردا ...

 الجميع يتفاداني، وهذا شئ علمته منذ نعومة أظافري في الملجأ الذي نشأت فيه دون أن أعرف لي أم، أو أب، وحتى تخرجت من الجامعة، أنا إنسان منحوس، مكتوب علي أن أعيش وحيدا بمنأى عن الناس.

كان هذا حتى شهور قليلة مضت، عندما انتقلت إلى تلك الغرفة الحقيرة، على سطح بناية ذات خمسة طوابق في تلك المنطقة الشعبية، بالقرب من مكان عملي، وأوصى بي صاحب العمل فوافق صاحب البناية على أن يؤجر لي الغرفة، رغم أنني لمحت الكثير من التردد على وجهه، وهو يختلس النظر إلى ملامحي القبيحة ... 

 كانت هي تعيش في شقتها في الدور الخامس، أسفل مني مباشرة، مع أخيها المدرس، سمراء، نحيلة، شرقية الملامح، تحمل جمال وأنوثة أصليتان، كأنها ورثتهما عن حواء مباشرة ..

. والرائع أنها لم تكن تشعرني بقبحي، فعندما كنت أقابلها على الدرج، كانت تبادرني بالتحية والابتسامة، فأرد عليها بخجل، فأنا لست معتاد على أن أقبل حتى من أحط البشر، فماذا عن تلك الفاتنة، ذات الحسن الآثر!؟ ...

 تقابلنا بضعة مرات، وتبادلنا بعض الكلمات، كلمتها عن نفسي وظروفي فأبدت تعاطفا وشفقة، وكلمتني عن حياتها ودراستها وأخيها الغائب دائما في عمله ...

 أتسائل هل تغير حظي أخيرا؟.. هل تلك المشاعر التي أشعر بها الآن هي ما يسمونه الحب؟.. والأهم من كل ذلك هل يمكن لجميلة مثلها أن تحب وحشا مثلي!!؟

وضعني المراهق اللعين أمام باب منزل، وقد ربط حول رقبتي شريطة حمراء، وفي آخرها قطعة من (الشيكولاته) على شكل قلب، وبطاقة غارقة في العطر، 

مكتوب عليها أغبى كلمات العشق والوله ... ضغط جرس الباب ثم هرب، أنا لست جديدا على هذه الأشياء، لقد مررت بتلك التجربة عشرات المرات من قبل، 

وأعرف كل ما حدث وما سيحدث بعدها ، لذا لن تكون المفاجأة من نصيبي أنا ... فتحت الباب فتاة مراهقة،

 ترتدي ثوب نوم قصير، ثم أطلقت صراخا يشبه صافرة القطار وهو يغادر محطته، ثم التقطتني في فرح، واحتضنتي وهي تغلق الباب بقدمها، وأخذت تقبلني في نشوة، صرخت في أعماقي بغضب:

- لست أنا أيتها الحمقاء ... وفري تلك المشاعر لذلك اللعين الفائض الهرمونات.

انتبهت للشريطة الحمراء، فخلعتها، والتقطت منها قطعة (الشيكولاته) وفضت عنها الغشاء الفضي، وألقتها في فمها، وأخذت تلوكها بتلذذ، وهي تفتح البطاقة وتقرأ ما بها، وهناك ملامح بلهاء ترتسم على عينيها ووجهها ...

 أنا أعرف تلك الملامح، لقد أصابت الهدية هدفها ... وضعتني فوق خزانة الثياب إلى جوار بعض العرائس والدمى الخرقاء، ثم جلست على الفراش، والتقطت الهاتف، وأخذت تتحدث فيه إلى حبيبها صاحب الهدية لثلاث ساعات من العذاب، وانا لا أملك فيهم سبيلا يمكنني أن أغلق أذني فلا أستمع لهذا الهراء ... فأنا مجرد دمية!

شهور مضت، وأنا ألتقيها على الدرج وأنا في طريقي للعمل، فنتبادل بعض الكلمات والأخبار والأسرار، هذا لن يكون أبدا من قبيل المصادفة، من المؤكد أنها تشعر بشئ نحوي، وأنا لم أعد متشككا في حقيقة شعوري نحوها، إنه الحب،

 الحب الذي غير حياتي مائة وثمانين درجة في شهور قليلة، وجعلني أرى الدنيا بعينين مختلفتين، الآن أنسى البؤس والشقاء اللذان صاحباني من لحظة مولدي، 

وألقيهما خلفي، وأتخذ من القمر والأغاني (الرومانسية)  رفيقين لليلي، الآن أشعر أن هناك مستقبل سعيد ينتظرني، وأن حظي سيتغير أخيرا ... 

هناك شئ ما في داخلي يخبرني أنها تنتظر مني المصارحة، هذه خطوة يجب علي أن أخطوها، يجب أن أصارحها بحبي، حتى تصارحني هي أيضا بحبها ...

 نحن الآن في الأيام الأولى من (فبراير)، سأشتري لها هدية بمناسبة (الفالنتاين)، وستكون هدية كبيرة لتليق بحبي لها، وعندها سأصارحها.

في يوم (الفالنتاين) نزلت من غرفتي بعد أن تأكدت أن أخاها قد رحل إلى عمله، كنت أحمل في يدي الهدية، دمية لدب أحمر عملاق محشو بالقطن، تمنيت أن أجدها تنتظرني أمام باب منزلها، ولكن هذا لم يحدث، لا ضير سأطرق الباب ... 

فتحت لي، فطالعتني الدهشة في عينيها، فهذه هي المرة الأولى التي أطرق فيها باب منزلها، لم أمهلها لتفكر كثيرا، وناولتها الدب، فرفضت أن تأخذه مني، وهي تقول باستنكار:

- ما هذا؟

- إنها هدية.

عقدت حاجبيها أكثر، وهي تقول:

- بأي مناسبة؟

تلجلجت كعادتي، وخرجت مني الكلمات متقطعة، وأنا أقول:

- بمناسبة عيد الحب.

قالت بغضب، وبصوت حاد:

- ولماذا تأتيني أنا بها؟

- لأنني أحبك؟

اتسعت حدقتا عينيها، وهي تنظر في وجهي لثانية، ثم قالت باستنكار شديد:

- أنت؟

- نعم ... أنا أحبك.

صرخت في وجهي كالعاصفة الهوجاء:

- وهل تظنني بائرة كي أفكر في قبيح مثلك ... هذا جزاء عطفي عليك، لقد حذرني أخي منك.

ثم انطلقت في فيض من السباب واللعان، وهي تدفعني إلى الخارج، وتحاول غلق الباب في وجهي ... لم استطع تحمل تلك الصدمة ولا كل ذلك الهجوم، فوضعت يدي على فمها لأسكتها، فصرخت:

- أنت تتحرش بي.

ثم اندفعت للخارج وهي تصرخ في محاولة لجلب الناس، جذبتها من ثوبها، ووضعت يدي على فمها لأخراسها، وأنا أقول بصوت غاضب:

- أصمتي ... أصمتي أيتها اللعينة.

حاولت المقاومة، فدفعتها بعنف للداخل، فتعثرت قدمها في البساط وفقدت توازنها ، واصطدم رأسها بقوة في طرف الطاولة الثقيلة المصنوعة من خشب الزان، فسقطت على وجهها على الأرض، وقد صمت صوتها تماما ... 

شعرت بالخوف، فاقتربت منها بحذر، وأنا انتظر أن يصدر منها أي صوت أو حركة، فلم يحدث ... جثوت على ركبتي وأمسكت بكتفها، وأنا أهمس بإسمها:

- هل أنت بخير؟

فجأة شعرت بتلك اللذوجة على يدي وركبتي، فانتبهت إلى أنني أجلس في بركة من الدماء التي سالت منها، جذبت رأسها، فصعقني ذلك الشق المرعب في جبهتها، وتسيل منه الدماء كالسيل، وصعقني عيناها المفتوحتان اللتان تحدقان في الفراغ، وصعقني أيضا ذلك الصوت الذي جاء من ناحية الباب:

- اللعنة ... ماذا فعلت؟


الساعة الآن الحادية عشر مساء، مازلت جالس فوق الخزانة إلى جانب تلك العرائس والدمى الحمقاء، والفتاة تجلس أمامي فوق الفراش، تطالع التلفزيون، وتعبث بهاتفها على صفحات التواصل الاجتماعي، وتتناول بعض الطعام، وتلون أظافرها بطبقة عاشرة من طلاء الأظافر، تفعل كل ذلك في نفس الوقت ...

 أعلم أنها وحيدة في المنزل ... رائع، يمكننا أن نبدء الآن ... دفعت عروسة سمراء ذات شعر مجعد كانت بجانبي فسقطت على الأرض ... تنبهت الفتاة فتوقفت عما كانت تفعله، ونهضت لتلقط العروسة، وتعيدها لمكانها، وهي تقول باستظراف:

- فلفلة ... لا نريد شقاوة اليوم.

عادت الفتاة لتواصل ما كانت تفعله، فضغت زر (التشغيل) في لعبة صندوق سحري بجانبي، فانبعثت منه موسيقى وبدء الصندوق ينفتح لتظهر من داخله راقصة باليه بارعة، تتمايل حول حلقة دائرية ... نظرت الفتاة بقلق إلى اللعبة، وقامت بسرعة لتغلقها، وهي تقول بصوت مرتعش:

- ماذا يحدث؟

في الواقع أن تلك الكلمات المرتعشة، وتلك النظرات القلقة، هي أجمل ما أشعر به، يمتعني جدا رؤية الخوف في أعينهن ... غادرت الفتاة الغرفة، فنزلت من مكاني وتوجهت إلى المقعد المواجه للفراش وجلست عليه ... وعندما عادت الفتاة ورأتني في موقعي الجديد، صرخت بفزع، وغادرت الغرفة بسرعة ... 

أعرف أنها ستعود، وقد تجلب معها أحدهم، ولكن من سيصدقها!؟.. بالفعل عادت الفتاة بعد دقائق، وحدها، وحملتني ووضعتني مرة أخرى فوق الخزانة ... في تلك المرة قررت التوقف عن العبث، تركتها حتى أغلقت المصباح، واستلقت في فراشها، ونامت، وانتظمت أنفاسها، حينها نزلت من مكاني، وصعدت الفراش، ثم دخلت تحت الغطاء وزحفت فوق جسدها، واستقررت عند صدرها ... أفاقت، فأطلقت صرخة هائلة كأنها تذبح، ثم أضاءت المصباح وهي تلقي بالغطاء جانبا، لتراني جاثما فوق صدرها أحلق فيها بعيني الزجاجيتين.

رفعتني بفزع، وأطاحت بي إلى آخر الغرفة وهي تواصل صرخاتها الهستيرية، وتلطم خديها، حينها اعتدلت على قدمي وتوجهت ناحيتها بخطوات هادئة، وهي تتابعني بعينين تكادان تقفزان من محجريهما، وقد توقفت عن الصراخ، وبدا أنها قد أصيبت بحالة من الشلل من فرط الذعر ...

 هذا سيسهل من مهمتي كثيرا، قفزت على الفراش، وهجمت عليها، وربضت بجسدي القطني فوق فمها وأنفها، وكتمت أنفاسها، حاولت أن تقاوم أو أن تدفعني بعيدا لتلتقط بعض الأنفاس، ولكنها لم تفلح في ذلك، فقوتي تفوقها عشرات المرات، فأنا لست مجرد دمية، أخيرا همدت حركتها تماما، وسقطت يدها إلى جانبها،

 لقد نجحت في مهمتي، نهاية درامية لقصة كانت في بدايتها، قصة كانت ستنتهي بتمزيق نياط قلب ذلك الشاب المسكين، عندما تتخلى عنه تلك اللعينة، كلهن كذلك، لقد أنقذته من الوقوع في هذا الشرك، المسمى الحب، علي الآن أن أغادر هذا المكان ...

جاء ذلك الصوت من ناحية الباب:

- اللعنة ... ماذا فعلت؟

كان صبي الكواء، الذي جلبه الصراخ، ودفع فضوله لينظر من الباب المفتوح، ليراني أجثو على جسد تلك الفتاة التي تحطم رأسها تماما، غارقا في لجة من دمائها ... قلت له مستجديا:

- أنت لا تعرف ... أنا لم أكن أقصد ... إنها هي ...

لم يمهلني الفتى اللعين، وهو يعدو إلى خارج المنزل، وهو يطلق صرخات طويلة مولولة:

- النجدة ... قاتل ... النجدة ... لقد قتلها.

اندفعت للخارج محاولا الهرب، تجاوزت الصبي الذي تكور على نفسه في جانب من المكان خوفا مني، نزلت الدرج عدة خطوات، ثم انتبهت إلى العشرات الذين يصعدون الدرج بعد أن جذبهم صوت الفتى، عدت لأصعد الدرج حتى وصلت إلى سطح البناية،

 أخذت أعدو في الأرجاء لا يوجد مكان لأهرب إليه، الأصوات تقترب أنهم قادمون في أثري، عازمون على تمزيقي ... اعتليت سور السطح، بكلتا قدمي، وقفت فوقه للحظة، نظرت إلى أرض الشارع البعيدة، وصل إلى مسامعي صوت الناس وهم يلجون السطح، وصوت أحدهم وهو يقول:

- إنه هناك ... إحذروا أن يفكر في الانتحار ...

لماذا لا تبدو تلك الفكرة سيئة بحال؟ ... انتبهت في تلك اللحظة، إلى أنني مازلت أقبض بيدي على تلك الدمية اللعينة، دمية الدب الأحمر المحشو بالقطن، رمز الحب الكريه، نظرت له بغل وكراهية، ثم ضممته إلى صدري وقفزت وإياه من فوق السور.


كعادته في ساعات الصباح الأولى، جاء الرجل العجوز، الطيب، منعدم الفضول، وهو يجرجر قدميه، وصل إلى محله، فانحنى بصعوبة وهو يفتح القفل الصدئ، ثم يدفع باب الصاج الدوار إلى اعلى، فيصدر صوت عال، متحشرج ... يفتح الباب الخشبي ذو المصراعين إلى الخارج، ثم يدخل إلى المكان، ومعه أشعة شمس الصباح لتضيئ المكان وتبعث فيه بعض الحيوية والنشاط ... 

تقع عيناه على ذلك الرف المرتفع، وذلك الدب الأحمر المحشو بالقطن، وهو يجلس عليه جلسته المحببة، في ركنه الأثير ... فيقول متمتا:

- إذا فقد عدت من جديد ... يمكننا إذا أن نبيعك مرة أخرى أو مرتين قبل أن ينتهي هذا الموسم.

يتوقف للحظة، قبل أن يردف:

- موسم الحب ... (الفالنتاين).

.. (تمت) ..