فقال له البائع : بـ ٣٠٠ ليرة .. 

فقال له الرجل : طيب ممكن تعطيني نصف كيلو بـ ١٥٠ ليرة ؟ لانو ما معي مصاري  تكفى .. 

فنظر اليه البائع باحتقار وقال له :  

روح .. مو ناقصنا ، ما منبيع نص كيلو .




فجاءت ابنته الصغيرة وأمسكت بيد أبيها.. وقالت : يلا يا بابا بلاها ، ما ضروري نتعشى اليوم

فنظر إليها الوالد بحزنٍ لم أرَ  مثله طيلة حياتى ..


وفجأه : انهمرت الدماء من أنفه وفمه ، وسقط على الأرض من غير نفَس .

اجتمع المارة من حوله ، وبعد دقائق نزل أحد الأطباء من عيادته الخاصة الموجودة بالمنطقة .. 

فنظر إلى الرجل ، ووضع السماعة على قلبه ، ونظر إلى الأهالي وقال لهم : البقاء لله


فسقطت الابنة مغشياً عليها ، وترحّم الجميع على الرجل ، وقاموا بحمله داخل أحد التكاسي ، وذهبوا .. 


سألت الدكتور : ما هو تفسيرك لحالة الوفاة ؟

فقال لى : تعرّض لضغطٍ عصبيٍّ ونفسيٍّ شديدٍ أدى إلى ارتفاع الضغط بشكل كبير ، وحدث انفجارٌ داخليٌّ


وهنا فقط علمت : أن الرجل مات مكسوراً ، لأنه لم يستطع توفير وجبة العشاء لأطفاله 

مات بعد أن رأى الدموع فى عيون ابنته الصغيرة .....

مات بعد أن مدّ يده وأذلّ نفسه لأخٍ له فى الإنسانية ، لكنه لم يرحمه ، فقرر أن يترك دنيانا ، إلى دنيا أخرى قد تكون أحنّ عليه من دنيا البشر .


يارب أطعم جائعهم، وإكسِ عاريهم، وأمنهم وهدء روعهم، وانتقم من ظالمهم، يا منتقم يا جبار ..