أحد الشيوخ يقود قافلة أراد دخول مدينة ولكنه توقف خارجها بقافلته وأراد أن يستطلع أخبارها قبل أن يدخلها فبعث أحد الرجال وطلب منه أن يستطلع المدينة وأهلها 

دخل ذلك الرجل المدينة من الصباح وفي المساء عاد إلى قائد القافلة وقال يا سيدي أهل هذه المدينة سيئون وشاربي خمور وأهل قمار ولعب وفحش وسب هذا ما رأيت منهم

وكن قائد القافلة أراد أن يتأكد فبعث رجلا آخر إلى المدينة ليستطلع أخبارها وأخبار أهلها فدخل الرجل في الصباح وفي المساء عاد وأخبر صاحب القافلة أن أهل هذه المدينة أناس طيبون وأهل خير وصلاح وصلاة وأهل جود وكرم ونخوة 

إحتار صاحب القافلة ثم قرر أن يدخل المدينة بنفسه ليرى حالها وحال أهلها فدخل المدينة فوجد شيخا فأخبره عن أمر الرجلين الذين بعثهما وكل واحد جاءه بخبر مغاير للآخر عن المدينة 

قال ذلك الشيخ المشكلة ليس في المدينة وأهلها ففيها الطيبون وفيها السيئون  بل في الرجلين الذين بعثتهما فالأول كان سيئا وذهب حيث أرادت نفسه الخمارات وأماكن القمار وحيث كل خبيث وجاءك بخبرها 

والرجل الثاني كان إنسانا صالحا طيبا وذهب حيث الصالحون والطيبون وحيث المساجد والذكر وجاءك بأخبارهم 

لهذا لا تحكم على مكان من شخص واحد أو جماعة من الناس