هل من الصحي خسارة الوزن بسرعة؟

يلجأ الكثير من الناس إلى بعض الطُرُق الخاطئة لخسارة الوزن؛ مثل: تناول كميّاتٍ قليلةٍ من السعرات الحرارية، أو اتباع حمياتٍ غذائيةٍ قاسيةٍ (بالإنجليزيّة: Crash diets)، أو ممارسة التمارين الرياضية بكثرة، ولكن يتمثّل فقدان الوزن الصحي والآمن بخسارة ما يتراوح بين 0.45 إلى 0.9 كيلوغرام في الأسبوع، أو ما يتمثل بنصف كيلو إلى كيلوغرام أسبوعياً، ولكن من الممكن للجسم أن يفقد أكثر من هذا المعدل عن طريق الدمج بين اتباع نظامٍ غذائيّ، وممارسة التمارين الرياضية، وقد يلاحظ البعض نزولاً سريعاً في الفترة الأوليّة وهذا يُعتبر طبيعيّاً؛ ذلك لأنَّ الوزن الذي تم خسارته خلال هذه الفترة يُدعى بوزن الماء (بالإنجليزيّة: Water weight)



ويعود ذلك لأنّ استهلاك سعراتٍ حراريّةً أقلّ من التي يحرقها الجسم يسبب بدء إطلاق مخازن الطاقة؛ والتي تُعرف بالجلايكوجين (بالإنجليزية: Glycogen)؛ والذي يكون مرتبطاً بالماء، لذا عند حرقه كمصدرٍ للطاقة فإنَّ الجسم يُحرر الماء، وتتمّ خسارته في بداية رحلة خسارة الوزن؛ لذا تكون كمية نزول الوزن أكبر، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الخسارة السريعة في الوزن تؤدي إلى فقدان الماء، والكتلة العضلية، والعظام عوضاً عن فقدان الدهون، لذا فقد أوصى الخبراء بضرورة التدرّج في خسارة الوزن

كيف أميز بين خسارة الدهون والعضلات عند نقصان الوزن؟

وقد يكون من الأفضل للأشخاص الذين يحاولون خسارة وزنهم عدم الاعتماد على الميزان لمتابعة حالاتهم، فقد يُنصحون في بعض الأحيان بالتركيز على كمية الدهون التي خسرها الجسم بدلاً من التركيز على عدد الكيلوغرامات، إذ إنّ خسارة الدهون تؤدي إلى تغيّرٍ في بنية الجسم، لتزيد نسبة العضلات، ممّا يسبب تغيّراتٍ مفيدةً في الجسم لا يُظهرها الميزان، ويمكن معرفة فيما إذا كان الجسم يخسر الدهون بعدة طرق، منها: أخذ قياسات الجسم، أو استخدام ميزان يقيس نسبة الدهن في الجسم، وغيرها من الطرق فأخذ قياسات الجسم يعطي معلوماتٍ عن بنية الجسم أكثر من الوزن، وكلّما كانت نسبة العضلات في الجسم أكبر؛ كان الجسم صحيّاً أكثر، بغضّ النظر عن الوزن.


لا يُوصى بإنقاص 10 كيلوغرامات في أسبوع واحد؛ فحتى وإن وُجدت حميات قاسية تحقق ذلك فهي غير آمنة على الإطلاق؛ إذ تُسبب خسارة الكتلة العضلية وعناصر مهمة للجسم، وليس الدهون فحسب، مع الإشارة إلى أنّ الميزان لا يكفي دائمًا للحكم على خسارة الوزن؛ فربما عوّضت الكتلة العضلية ما نقص من الدهون، وهذا ما لا يستطيع الميزان إظهاره

عوامل ترتبط بخسارة الوزن بشكل أسرع

هناك بعض العوامل التي قد ترتبط بخسارة الوزن بشكلٍ أسرع عند بعض الفئات مقارنةً بغيرها، ونذكر منها ما يأتي

الرجال يخسرون الوزن أسرع من النساء: يمتلك الرجال نسبةً أعلى من الأنسجة العضليّة مقارنةً بالنساء، وتسبب العضلات حرقاً أكثر للسعرات مقارنةً بالأنسجة الدهنيّة، ولذلك فعند تناول الرجال والنساء لنفس الكمية من السعرات الحرارية؛ يخسر الرجال وزناً أكبر، إلّا أنّ هذا التأثير يُعدّ قصير المدى، فعند الاستمرار بالحمية الغذائيّة تصبح نسبة الخسارة في الوزن متقاربةً بين الرجال والنساء.

الشباب يخسرون الوزن أسرع من الكبار: قد تصبح عمليّة خسارة الوزن أكثر صعوبةً مع التقدم في العمر، ولكنّ هذا الأمر لا يشمل الجميع؛ إذ إنّ خسارة الوزن أو زيادته تختلف بين شخصٍ وآخر، فللجينات دورٌ في ذلك، ولكن بشكلٍ عام يمكن القول إنّ التقدّم في العمر يؤدي إلى إبطاء عمليّات الأيض في الجسم، والتغيّر في الهرمونات؛ وخصوصاً عند النساء في مرحلة انقطاع الطمث.

الأشخاص بوزن أعلى يخسرون الوزن أسرع من أصحاب الوزن الأقل: يميل الأشخاص الذين يمتلكون وزناً أعلى إلى خسارة وزنٍ أكبر من الأشخاص الأقلّ وزناً، ولكنّ نسبة خسارة الوزن عند الجميع تكون متقاربة؛ فعلى سبيل المثال: يمكن لشخصٍ يزن 136 كيلوغراماً أن يخسر 4.5 كيلوغراماتٍ ونصف من وزنه خلال أسبوعين عند تقليل 500 سعرةٍ حراريةٍ من استهلاكه يومياً، في حين قد يخسر شخصٌ وزنه 68 كيلوغراماً 2.3 كيلوغرام عند تقليل 500 سعرة حرارية مدة أسبوعين.

كيف يمكن اتباع نظام غذائي لإنقاص الوزن

معرفة السعرات الحرارية اللازمة لكل شخص: تختلف كميّة السعرات الحرارية التي يحتاجها الشخص يومياً بناءً على عدة عوامل؛ كعمره، وجنسه، ووزنه، وطوله، ونشاطه اليوميّ، كما تختلف كمية السعرات التي يُنصح باستهلاكها باختلاف هدف الشخص؛ أي إذا كلن يحاول خسارة الوزن، أو المحافظة عليه، أو زيادته، ولكن بشكلٍ عام يُقدّر احتياج النساء اليوميّ من السعرات بين 1600-2400 سعرة حرارية، في حين إنّ احتياج الرجال يتراوح بين 2000 إلى 3000 سعرة حرارية،ولخسارة الوزن يُنصح بتقليل ما يتراوح بين 500-1000 سعرةٍ حراريةٍ من الاحتياج اليومي