بدايةً : إن طرح هذه الأسئلة التي انتشرت في الآونة الأخيرة
كقول بعض الناس : ( أُتركوا الطواف حول الكعبة وطوفوا حول الفقراء )
وقول آخرين : ( التصدق بثمن الأضحية أفضل من ذبحها )
وقول غيرهم : ( لقمة في فم جائع أفضل من بناء ألف جامع ) !!

للإجابة على هذه الأسئلة المفخخة نقول : 

أولاً : 
هذه الكلمات سواءاً كنت تعلم أو  لا تعلم ، الغرض منها هو تزهيد المسلمين في الشعائر الظاهرة التي يظهر بها شعائر الإسلام ويتميزون بها عن غيرهم، 
ومن يطلق مثل هذه المقولات يجهل حقيقة الدين وأحكامه الحكيمة وأولوياتها .
فالفقراء موجودون في كل زمان منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى زماننا هذا ، ولم يقل أحد مثل هذا الكلام البارد .

ثانياً :   
أغلب من يكثرون من العمرة ممن وسَّع الله عليهم معروفون بالصدقة وبالتبرعات أيضاً ، إذ لا يحرص ويكثر من العمرة غالباً إلا من كان قلبه عامراً بالإيمان.

ثالثاً : 
لماذا لا تكون المقارنات إلا بين العمرة والأضحية وشعائر الإسلام وبناء المساجد ، وبين الفقراء ؟!
لماذا لا يقال : لا تشترِ لحماً مرتين في الأسبوع ، واشترِ مرة واحدة وطف حول الفقراء ؟!
لماذا لا يقال : لا تشربوا السجائر والخمور وادفعوا ثمنها للفقراء ؟!
لماذا لا يقال : لا تشتروا السيارات الباهظة الثمن وطوفوا حول الفقراء ؟!
لماذا لا يقال : اتركوا قاعات الأفراح وثمنها الباهظ وطوفوا حول الفقراء ؟!
لماذا لا يقال : اتركوا المصايف والتنزهات وطوفوا حول الفقراء ؟!
لماذا تُنفَق الأموال في الترف والغناء والأفلام والمسلسلات والمباريات والنت ، ولاتطوف هذه الأموال حول الفقراء ؟!
لماذا و لماذا ؟!

سؤالنا نحن الآن لكم : 
لماذا لا تتركون لنا شعائرنا نتمتع بها ؟
لماذا تقارنون بين عبادتين كلتاهما ذات فضل ، وكأنه يُراد للناس أن يتركوا كل شيء ويهتموا بعبادة واحدة !

أيها الأخوة والأخوات : 
إن هذه الأسئلة تُدبّر لنا بالليل ممن يكيدون لهذا الدين، ثم تخرج نهاراً على المسلمين، فيتلقفها السُذّج منهم والذين ينخدعون بظاهر العبارة ورونقها ، ولا يعلمون ما وراءها من عوامل هدم شعائر الإسلام الظاهرة والخفية .

ثم إن من يردد مثل هذه العبارات غالباً لا يطوفون حول الكعبة، ولا حول الفقراء أيضاً !!

وخلاصة الإجابة عن السؤال : 
أن الأضحية أفضل فحافظ عليها
ولا تلتفت لهذه الدعوات التي تريد نفي شعائر المسلمين وإذهابها من الوجود .
وإذا ذبحت الأضحية وكنت حريصاً على الفقراء بهذا القدر ، فوزع الأضحية جميعها أو أكثرها على الفقراء .

تصدق أنت بمالك على الفقراء والمساكين ، واترك لنا أضحيتنا
فإن أبيت إلا أن تُزهدنا بشعائرنا ، فاسكت .

والله المستعان

قال تعالى : ﴿ ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾