بعد سبعة أعوام من دراسة حيوانات الكسلان ثلاثية الأصابع، أعلن علماءٌ بجامعة وسكونسن-ماديسون رسميًّا أن هذه الحيوانات التي تسكن الأشجار هي أبطأ الثدييات على ظهر الأرض، وذلك على مستوى عمليات الأيض. فيقول عالم البيئة جوناثان باولي: “توقَّعْنا أن تكون تلك الحيوانات ذات معدلات أيض منخفضة، لكننا وجدنا أن احتياجاتها من الطاقة منخفضة بدرجةٍ هائلة”.

للوصول إلى هذا الاستنتاج، قاس باولي وزميله إم. زَكارايا بيري معدلات الأيض في 10 من حيوانات الكسلان ثلاثية الأصابع، و12 حيوانًا من الفصيلة ثنائية الأصابع في كوستاريكا، وقارنا النتائج بدراسات مشابهةٍ أُجرِيَتْ على 19 نوعًا آخر من الثدييات التي تتغذى على أوراق النباتات. وقد توصلا إلى أن حيوانات الكسلان ثلاثية الأصابع، والتي يبلغ معدل الأيض لديها نحو 38.7 سعرًا حراريًّا في اليوم لكل كيلوجرام من وزن الجسم، أقلُّ من حيث احتياجاتها للطاقة من حيوانات الكوالا، والتي تحتاج إلى 98 سعرًا حراريًّا تقريبًا في اليوم لكل كيلوجرام؛ في حين يصل إنفاق حيوانات الكسلان ثنائية الأصابع من الطاقة قرابة 56 سعرًا حراريًّا. المنافس الوحيد للكسلان على لقب أبطأ الثدييات هو الباندا العملاقة بمعدل يقارب 44 سعرًا حراريًّا.


ووفقًا لهذه الدراسة، التي نُشرت في شهر أغسطس في دورية “أمريكان ناتشرالست” American Naturalist، هناك مجموعة من الأساليب التكيفية السلوكية، والفسيولوجية، والتشريحية التي تتيح للكسلان أن يعيش حياة لا يبذل فيها سوى الحد الأدنى من الجهد في مناطق الأشجار بأدغال أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية. فهذه الحيوانات -على سبيل المثال- لها حيز حيوي محدود تتحرك بداخله، كما أنها تقضي معظم وقتها في تناول الطعام أو الاسترخاء أو النوم، ثم إنها تتمتع بالقدرة النادرة على ضبط مُنَظِّمِ الحرارة الداخليّ لأجسامها. ويشرح باولي ذلك قائلا: “إنها حيواناتٌ متباينةُ الحرارة إلى حد ما، ومن ثَم تستطيع رفع درجة حرارة أجسامها أو خفضها خمس درجات مئوية، لتتوافَقَ مع درجة حرارة الوسط الخارجي. وبهذه الطريقة التي تُمكِّنُها من ضبط حرارة أجسامها، تُحَقِّق وَفْرًا ضخمًا في الطاقة”. مَن قالَ إذًا إنَّ الكسلَ خطيئةٌ قاتلة؟