نضرب مثال بسيط: إذا طلب منك مثلًا أن تمشي علي لوح خشب وليكن طوله ١٠ متر وعرضه ٥ متر وموضوع علي الأرض. بلا شك ستمر عليه دون أدني مشكلة لأن رغبتك في المرور لا تتعارض مع خيالك. في خيالك، مادام اللوح علي الأرض فإنه لا يمثل أي احتمال للسقوط، وإن حدث فهو علي الأرض.



الآن نفترض أن هذا اللوح موضوع علي ارتفاع ٣ أمتار في الهواء، هل تستطيع أن تمشي عليه؟ لاحظ أنه نفس اللوح ونفس الطول والعرض. 


التفسير: 

إن رغبتك في المشي عليه ستواجه من جانب خيالك والخوف من السقوط، ومع أنك تمتلك الرغبة في المشي فإن صورة الوقوع في خيالك ستتغلب علي رغبتك وارادتك وجهدك للمشي علي اللوح. العجيب أنك لو حاولت المشي عليه قد يحقق خيالك السقوط بنفس الشكل الذي تخيلته لأنه (خيالك) تدرب عليه مسبقًا وذلك في اللاوعي الذي يدير ٩٠٪؜ من سلوكياتك.

 

ماذا نستفيد من تلك القاعدة؟ 

كلنا نملك الرغبة في النجاح لكن لا ننجح، لماذا؟ لأن صورة الفشل مسيطرة علي خيالنا. القاعدة تقول: لا تحاول أن تجبر العقل الباطن علي فكرة ممارسة قوة الإرادة فسوف تحصل علي عكس ما كنت تريد. 


مثال: 

إذا قلت إني أريد الشفاء، تلك "رغبة"، لكني لا أستطيع الوصول إليه، هذا "خيال"، إذا حدث ذلك فسوف تُكرِه نفسك علي الدعاء والعقل لا يعمل تحت إكراه، وهذه معلومة خطيرة، إن العقل لا يعمل تحت ضغط. 


من يتخيل أنه سينسي في الامتحان ويرتبك ستهرب منه المعلومة مع أن رغبته في النجاح قوية إلا أن الخيال أقوي.

 

من يخاف من لقاء الناس فهو يرسم صورة عقلية مُتخَيّلة لسلوكياته وتصرفه عند لقاء الناس لا تتفق مع رغبته في الثقة في نفسه، وبالتالي فإن الصورة التي تخيلها ورسمها في عقله هي التي ستسيطر عليه عند تعرضه لمثل هذا الموقف. إن الكثير ممن يعانون من القلق أو الرهاب الاجتماعي أو الوساوس القهرية فإنما يعانون من التخيل السلبي لكل ما يقلقهم أو يؤثر علي أعصابهم.

  

بإدراكنا لتلك القاعدة المهمة، فإنك إذا استطعت أن تحقق الانسجام بين ما ترغبه حقيقة وما تتخيله وتضعه في عقلك، عندئذ ستعمل في انسجام.

 

كذلك رجال البيع الذين يتخيلون أن منتجاتهم رديئة وأن العملاء لن يشتروا ولن يتعاملوا في المنتج، فإنهم يبنون حائط يمنعهم من العبور للنجاح والوصول إليه مهما بذلوا من جهد. إذاً لابد أن تكون مقتنعًا بما تبيع وما تقول. الكثير من رجال المبيعات يفترض، قبل أن يعرض منتجه، أن العميل سيرفضه. وبالتالي فإن عقلك يساعدك علي تحقيق ما تتخيله حتي يتوافق الخيال مع الواقع. لذلك لابد أن تكون مقتنع بمنتجك ولديك توقع إيجابي وتفترض إيجابية مواقفك مع عملائك. لابد أيضاً أن تتعلم كيف تختار الشريحة المستهدفة لمنتجك أياً كان سعره أو درجة جودته حتي تستطيع تحقيق أهدافك بسهولة وتتجنب السباحة عكس التيار. 

الخلاصة: لكي تحقق نجاح في مجال ما، لابد أن تتوافق رغباتك مع خيالك وأحلامك. استرخ وابتعد عن العصبية والضغط علي العقل، تخيل ما تريده، درب عقلك اللاواعي دومًا علي النجاح وعلي أن يعمل معك وليس ضدك.