بعد غلاء المعيشة في سوريا،وعدم قدرة أغلب الناس على شراء الأكل الجاهز لأسعاره الخيالية مقابل الدخل المحدود جداً 

والذي بدأ بجعلِ محبوبة الجماهير "سندويشة الشاورما"  تُجلب في المناسبات فقط أو بالأعياد السعيدة 

جاء ذلك بعد أن تجاوز سعرها وسطياً  ألفان وخمسمائة ليرة للسندويشة الواحدة من لحم الدجاج !

مقابل الدخل الذي لا يتجاوز وسطياً 50 لل  70ألف شهرياً  في أفضل الأحوال؛هذا وإن كان يكفي ثمن الخبز لعائلة مؤلفة من خمسة أشخاص مثلاً!!


انتشرت في منتصف الأسبوع الماضي صورة لأحد المحلات بيع الشاورما في دمشق في منطقة المزة،كُتب في وصفها:" محل شاورما يقوم بتوزيع الشاورما بالمجان،حيث أنه يغلق كل ربع ساعة ليظهر بعدها ويقوم برمي السندويش الجاهز على الناس في الهواء" 

ليقوم بعدها الناس المنتظرين بالقتال على سندويشة شاورما للحصول عليها مجاناً،لكنها كانت بطعم الذل! نعم هذا مايفعله الفقر؛ 

ماهو هذا الشيء الذي يجعل أي شخص كان،أن يقف منتظراً بهذا الشكل ! 

هل هو أب لم يستطع أن يشتري لولده شاورما منذُ سنة! لأن أسعار الغذاء والدواء لا ترحم أحداً ،والرواتب في الشركات العامة أو الخاصة لا حول لها ولا قوة غير شراء كماً من أرغفة الخبز!

وسائل التواصل الاجتماعي كانت قد انقسمت لقسمين من الآراء؛منها من  شكرت وحبذت صاحب هذا المحل والمحلات الأخرى لهذه المبادرة القيّمة في هذه الأوقات التي لا نرى فيها إلا الكسب من أوجاع الناس. 

ومنها من انتقد طريقة التوزيع تلك التي كانت ممزوجة بالذل والإهانة للناس في الطريق. 

مما يجعلنا نرى ونفهم أن الوضع الاقتصادي في سوريا في حالة يُرثى لها،فقد بات حال الشارع السوري وملامح الناس والأطفال تقول في كل حين وحين

 "الله يجيرنا من يلي جاية"


حتى الفلافل المسكينة  التي تُعرف  بأنها  طعام الفقراء تجاوز سعر السندويشة الألف ليرة وسطياً وقرص الفلافل تجاوز المئة ليرة! 

فهناك من يبعيها بألف وخمسمائة ليرة أيضاً!!


وبحسبة اقتصادية بسيطة نرى أن عائلة مكونة من خمسة أفراد تحتاج شهرياً ل 300‪ ألف ليرة فقط لفلافل " غداء وفطور" 

بعيداً عن الملابس أو حتى اللحوم البيضاء كالدجاج الذي يبدو وكأنه "شايف حالو" بعد أن تجاوز سعر الكيلو الحي منه خمسة آلاف ليرة!!


ولكن ماذا سوف يحدث هل سننجرف للهاوية أكثر من الآن؟ ويصبح الحصول على الخبز حلماً صعب المنال؟ 

ويبقى وجه سندويشة شاورما يُرى في أحلام سعيدة مرة في العام لا أكثر !!!