رواية الأبله واحدة من أكثر النماذج تعبيراً عن قدرة دوستويفسكي على النظر في دواخل النفس الإنسانية...

فهذا 'الأبله' هو أمير من سلالة أمراء معروفة في تاريخ 'روسيا' لكن شخصيته ومسار حياته لا يشبهان أبداً أولئك الأمراء الذين يأمرون فيُطاعون، بل هو شخص طيّب بسيط، يمكن استدرار عاطفته والتأثير عليه بمجّرد إبداء الرقّة أو التعبير عن الحاجة أو الحزن أو الأسى... ولذلك يبدو أبله في نظر المجتمع..


' لماذا تَخَلَّق الطبيعة أفضل الناس لتسخر منهم بعد ذلك؟.. 

أنا لم أُفسد أحداً... لقد أردتُ أن أحيا لسعادة الناس جميعهم.. لاكتشاف الحقيقة ونشرها...


ماذا كانت النتيجة؟ لا شيء! كانت النتيجة أنكم تحتقرونني. هذا دليل على أنني أحمق'


بهذه العبارات يتحدث الأمير 'ميشكين' عن نفسه، تلك النفس التي تبدو ضعيفة أمام جبروت البشر، بلهاء أمام المكر، بسيطة أمام التفاخر، غبية أمام الرياء، هشّة أمام الظلم، ورائعة وقويّة وقادرة إزاء مشاعر الخير والحبّ والصدق...