الخرف Dementia هو متلازمة يحدث فيها تدهور في الوظائف الإدراكية بما يتجاوز ما يمكن توقعه من العواقب المعتادة للشيخوخة البيولوجية. على الرغم من أنه يصيب كبار السن على نحوٍ رئيسي، إلا أنه ليس بالضرورة نتيجة حتمية للشيخوخة، إذ ينتج عن مجموعة من الأمراض والإصابات التي تؤثر على نحوٍ أساسي أو ثانوي في الدماغ، ويعدّ مرض ألزهايمر أكثر أشكال الخرف شيوعًا وقد يساهم في 60-70٪ من الحالات. يعد الخرف حاليًا السبب الرئيس السابع للوفاة بين جميع الأمراض، وأحد الأسباب الرئيسة للإعاقة بين كبار السن على مستوى العالم. له آثار جسدية ونفسية واجتماعية واقتصادية، ليس فقط على الأشخاص الذين يعانون من الخرف، ولكن أيضًا على مقدمي الرعاية والعائلات والمجتمع ككل، وللأسف لا يوجد علاج معروف للمرض حتى يومنا هذا.


كشفت دراسة حديثة عن العلاقة بين تناول التوت البري من نوع كرانبيري أو ما يسمى بالعنبية حادة الخباء Cranberries (Vaccinium macrocarpon) والوقاية من الأمراض التنكسية العصبية (Neurodegenerative diseases) مثل الخرف، على أي حال يمكن للتدخلات المتعلقة بنمط الحياة، مثل النظام الغذائي أو اتباع حمية غذائية، أن تساعد على تقليل المخاطر المرتبطة بهذه الأمراض خاصة لدى كبار السن.


إليكم بعضًا من فوائده الكثيرة: 

تحسين الذاكرة وصحة الأعصاب: إن تناول مكملات هذا النوع من التوت البري أدى إلى تحسن كبير في الذاكرة العرضية البصرية Visual episodic memory. إضافةً إلى أنه أدى إلى تحسين الأداء العصبي والتروية الدماغية Regional perfusion. وإن استهلاك ما يعادل كوبًا منه يوميًا قد يكون له قدرة على حماية أعصاب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 إلى 80 عامًا.

خفض الكوليسترول الضار (LDL): تناوله أدى إلى انخفاض مستويات LDL، مما يؤدي إلى تقليل تأثيره في تصلب الشرايين، إذ يساعد تناوله على إزالة تراكم الترسبات في البطانة الداخلية للأوعية الدموية، وبالنتيجة يحسن من صحة الأوعية الدموية.

الفلافونويد Flavonoids: تعد مركباته مضادات أكسدة غذائية، واستهلاكها يقلل من خطر الإصابة بتصلب الشرايين. تنتمي هذه المركبات إلى ثلاث مجموعات: مركبات الفلافونول  Flavonols، الأنثوسيانين Anthocyanins  والبروانثوسيانيدين  Proanthocyanidins. الأنثوسيانين والبروانثوسيانيدين مسؤولان عن إعطاء التوت لونه الأحمر أو الأزرق أو الأرجواني. وأظهرت بعض الدراسات أن تناول الفلافونويد يرتبط بمعدلات أبطأ من التدهور المعرفي كالخرف ومرض الزهايمر وتحسين الإدراك.

التهابات الجهاز الهضمي والمسالك البولية: يعد التركيب المميز للبروانثوسيانيدين مضاداً طبيعياً للميكروبات الضارة في الأمعاء. إذ تكمن مساهمته في الآليات التي تؤثر في الالتصاق البكتيري والتجمع وتكوين الأغشية الحيوية وراء الفوائد السريرية المحتملة فيما يخصّ التهابات الجهاز الهضمي والمسالك البولية.