في القرن الثالث عشر ، كانت بريطانيا العظمى تحتل اسكتلندا ، وكان الترويع والتعذيب والقتل وانتهاك الأعراض واستعباد الاسكتلنديين هي طبيعة الأمور 

حتى خرج من بين الاسكتلنديين رجلاً لم يقبل استمرار هذه الأوضاع ، رجلاً حُراً لا يقبل المساومة في الوطن ، كان هو القائد " ويليام والاس "

وبعد معارك ضارية ، إستطاع ويليام والاس ورجاله أن يُهددوا الوجود البريطاني في اسكتلندا ، ثم أوفدت بريطانيا بعض السفراء المتعجرفين الذين لم ينجحوا في تهدئة الوضع واحتواء الموقف وإعادة الأمور إلى وضعها الأول ، فقرر الملك إرسال الأميرة الجميلة على رأس وفدِِ جديد للتوصل إلى اتفاق سلام " مزعوم " غَيرَ أنه كان يُضمر الانتقام والتنكيل بالاسكتلنديين ، دون علم الأميرة الجميلة بهذا المخطط القذر !

إلتقت الأميرة بـ " ويليام والاس  " ، وبمنتهى البراءة تحدثت معه عن مبادرة السلام ، وعن عطايا وألقاب سيفوز بها ويليام ، وعن صندوق من الذهب قالت له سأُعطيك إياهُ الآن بمجرد موافقتك على السلام 

فقال لها : هل ستٌعطون كافة الاسكتلنديين هذه الألقاب والعطايا والذهب 

فلم تستطع الرد .

فقال لها ياسيدتي هذا الشعب لن يبيع حريته وكرامته مهما كان الثمن ، ولن تكون اسكتلندا بلداً مُحتلاً تحت عبودية بريطانيا ، كما أنني أعلم أننا أقل كثيراً في العدد والعتاد ، وربما لا نُقارَن بجيوش بريطانيا التي ستأتينا من كل جانب ، لكن لدينا فرصة واحدة لن نُفرِط فيها ، إما نعيش أحراراً ، أو نموت بشرف .

وعادت الأميرة وقلبُها محتفظاً بشخصية وكلمات هذا الرجل ، ثم علِمَت بما كان ينتوي الملكُ فِعله ، وأدركت أنها كانت ستشارك في مؤامرة قذرة باستغلالها دون علمها في إيقاع ويليام والاس ورجاله في فخِِ كبير !

قررت بعدها الأميرة أن تُساعد " ويليام والاس " ، وأرسلت إليه معلومات عن موعد وصول القوات البريطانية والعتاد لتوجيه ضربة عسكرية كبرى للاسكتلنديين ، ثم أرسلت له مرة أخرى بأن يحتاط لنفسه ، حيث يحاول الملك الإيقاع به عن طريق استدراجه بالاشتراك مع بعض الخونة من نُبلاء اسكتلندا ، ثم في الرسالة الثالثة طلبت لقاءه !

وعندما التقاها ويليام والاس ، سألها بمنتهى الامتنان والعرفان ، سيدتي : لماذا تساعدينني ؟!

فقالت : لأنك في خطر حقيقي

فأعاد السؤال ، سيدتي : لماذا تُخاطرين بنفسك وتساعدينني ؟!

فقالت : لأن الأميرة الماثلة أمامك لم تلتقي رجلاً بكل هذا الضمير ، بكل هذا الصدق ، بكل هذه الشجاعة والولاء ، ولم يخطف قلبَها نظرة عَين مثل نظرتك .

هكذا تُحب المرأة ولو كانت أميرة ، رجلاً ولو كان من عامة البشر ، بملابس مُمزقة ، وجسد لم يخلو من ضربةِِ بسَيف أو طعنةِِ برُمح !