جرت العادة على أن يتم تقديم أباطرة الجريمة في صورة أشخاص يستهينون بالأحداث والآخرين، مصابون بداء جنون العظمة وعلى أتم الاستعداد للقيام بأي شيء في أي وقت، للدرجة التي تجعلهم أشبه بمجموعة وحوش أسطورية بلا عقل، ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لشخصية الأب الروحيّ "ڤيتو كورليوني" الذي كان له العديد من الخطوط الحمراء التي وضعها لنفسه والتزم بها.

يتمثل أحد مصادر قوة "ڤيتو" في وعيه التام والدقيق بمدى قوته النابع في الأساس من حكمته وعقليته الراجحة، وهو ما اتضح (على سبيل المثال) من موقفه المُعادي للإتجار في المخدرات رغم العائدات الهائلة التي يمكن تحقيقها من خلالها، على عكس الآخرين من زعماء العائلات الذين تهافتوا على تلك التجارة سعياً وراء الربح السريع، بينما "ڤيتو" وحده كان يرى تأثيرها بعيد المدى.

موقف بارز آخر يوضح حنكة "ڤيتو" وهو سعيه للاتفاق على الهدنة مع العائلات الأخرى وفي مقدمتها عائلة "تاتاليا" عقب تعرضه لمحاولة اغتيال وبعد مصرع ابنه "سوني"، وذلك لعلمه بأنه في موقف ضعيف وإذا اشتعلت الحرب بينه بمفرده وبين أباطرة الجريمة المُنظمة مُجتمعين سوف يكون هو الخاسر بكل تأكيد.