أنتهيت اليوم من متابعة الموسم السادس من المسلسل الشهير Peaky Blinders وهو العمل المفضل لي على صعيد المسلسلات و ذلك لعدة أسباب أبرزها براعة الكاتب و المخرج في تقديم عمل يحاكي عدة جوانب من تاريخ اوروبا الحديث في فترة ما بعد الحربالعالمية الأولى ناهيك عن السلاسة في تطوير الشخصيات بعد كل موسم, لكن مع الأسف هذا الموسم, و الذي يعتبر الأخير للسلسلة الرائعة, جاء مخيباً للآمال على الأقل بالنسبة لي.


مشاكل المسلسل تتلخص ببساطة بالبطئ الشديد في سير الأحداث, نعلم جميعاً أن بعض الكتّاب يتبعون نسقاً هادئاً و حذراً خلال بناء أحداث مسلسلاتهم لكن ليس بالبطئ الذي وجدناه في الموسم السادس, حيث تكاد أن تكون مقدمة أو ملخصاً عن احداث المسلسل طُرِحَا للمشاهد في الحلقة الأولى و من ثم قاموا بتصوير حوارات جانبية مطولة على مدى الحلقات الاربع التي تسبق الحلقة الأخيرة و إذ تنتهي كافة الاحداث في حلقة واحدة و هذا ما يسمى بالكتابة الكسولة, ربما بسبب ملل صانعي العمل أو أن وفاة هيلين ماكروري (بولي غراي) أربكت حساباتهم مما اضطرهم لتعديل العديد من الأمور بسرعة قصوى و الذي أدى بدوره لكتابة أحداث هزيلة و غير مقنعة.


الكارثة الكبرى كانت على مستوى الشخصيات, و هو ما تميز به المسلسل طيلة خمسة مواسم, فمثلاً شخصية الزعيم الفاشي موسلي ظهرت على مدار موسمين و هو أمر لم يحدث مع أية شخصية في المواسم الخمس السابقة مما جعلنا نتخيل أن تلك الشخصية ستكون محورية و حاسمة في مسار القصة في الموسم الأخير لنتفاجئ عند نهاية المسلسل أن لا شيء جديد طرأ معها سوى بعض الحوارات الفارغة على طاولة العشاء في مشهد تكرر بشكل ممل طيلة الموسم الأخير. 


شخصية توماس شيلبي و هي الأهم كانت تعاني من عقدة الذنب و هو ما حاول الكاتب اظهاره للمتابعين لكن بالغ في هذه النقطة فبدت الشخصية غريبة عن الشخصية التي اعتاد عليها المتابعون حتى أن في بعض المشاهد شعرت أن كيليان ميرفي قدم أداءً مصطنع ربنا لعدم اقتناعه بما آلت إليه الشخصية في هذا الموسم ليستحق أداءه في الموسم السادس التصنيف كأسوء أداء خلال المواسم الست. 

مايكل هو الآخر تم تهويل شخصيته على أنها الأذكى و الشخصية الوحيدة القادرة على مقارعة توماس شيلبي لكن لم تلِق تلك الشخصية لتكون نداً و عدواً رئيسياً للرائع و الشرير المحبوب تومي، لا سيما أن الممثل غير مقنع منذ البداية والطريقة التي قضي بها على مايكل جراي كانت للأمانة ساذجة و لا تتناسب مع الذكاء و الخبث الذين اتسمت بهما شخصية مايكل على مدى المواسم الثلاث السابقة. 

أخيراً، فإن التعامل مع شخصية ارثر أيضاً كان ظالماً جداً لمجهود الممثل الذي قدم أداءً لا ينسى ليتم تهميشه و إنهاء شخصيته بطريقة تخلو من الاحترام للمتابع و الممثل على حد سواء فتشعر و كأن الكاتب يريد أن ينهي الموسم بأية طريقة دون أن يحترم المتابع, ناهيك عن ضعف الشخصيات النسائية بسبب غياب هيلين ماكروري ربما, فقد كان من الواضح جداً الفراغ الذي تركته شخصية بولي غراي في المسلسل. 

صناع العمل أكدوا أن ملحمة بيكي بلايندرز سوف تنتهي بفيلم متمم للأحداث. شخصياً فإني فقدت ثقتي بهم لأنهم دمروا عملاً كان رائعاً جداً و تمنيتهم لو وضعوا مجهودهم و ثقلهم على صناعة موسم سادس نهائي يليق بالسلسلة ككل من دون فيلم على أن يتحولوا لباحثين عن المكاسب المادية من خلال حلب الشخصيات و إعادة تدوير المسلسل لعدة أعمال أخرى 

قد يكون رأيي ظالماً بعض الشيء لكن هذا ما ارتأيته كمحب لهذا العمل و الدليل أن لا أحد اعطى أهميةً لنهايته.