إحدى الأيام في منتصف الخمسينات ، كانت الاميرة فائزة و صديقتها يتناولن طعامهن في مطعم بمدينة اسطنبول، حيث كانت تقيم الاميرة فائزة وذلك بعد خروجها من مصر جبرياً و ظلت هناك فترة قصيرة قبل ان تنتقل إلى امريكا.

وبالصدفة دخلت صحفية مصرية الى نفس المطعم و تعرفت فوراً على وجه الاميرة فائزة اميرة مصر و شقيقة الملك السابق و ذهبت الصحفية اليها لتصافحها و نهضت الاميرة لتبادلها التحية بنظرات تعجبية و ذلك لانها لم تكن تعرفها بشكل شخصي.

و عندما اخبرتها السيدة انها صحفية من مصر تغير ملامح وجه الاميرة الي السرور واللهفة و ظلت تنهال عليها بالاسئلة عن مصر و اخبار مصر و حتى أنها سألتها قائلة:- " هل صحيح هيمتد كورنيش النيل من شبرا لحلوان ؟ " فهزت الصحفية رأسها كأجابة "بنعم"

حينها مالت الاميرة فائزة على صديقتها و قالت بصوت خافت لكن الصحفية المصرية سمعته "اريد أن أبكى" 

فسألت الصحفية :- "هل يعاودك الحنين لمصر؟"

فردت الاميرة :- "بالطبع ، فهى كل طفولتى و شبابي"

المصدر:- جريدة قديمة تعود لفترة الثمانيات

الاميرة فائزة هى الابنة الثانية للملك فؤاد الاول و الملكة نازلى صبرى ، لها ثلاث شقيقات وهن الاميرات فوزية و فائقة وفتحية و اخت غير شقيقة وهى الاميرة فوقية و اخ واحد شقيق هو الملك فاروق، عُرف عنها ذكائها و ثقافتها و حبها للاعمال الخيرية ،فأفتتحت مع شقيقتها الكبرى الاميرة فوزية مئات المستشفيات و المدارس ودور الايتام و كثيراً ما شوهدت وهى تلعب وتطعم الاطفال في دور الايتام.

وقد تزوجت من الوجيه محمد على رؤوف و لم ترزق بأبناء التي انتظرتهم كثيراً حتى أنها كان لديها غرفة كاملة مليئة بالالعاب في قصرها ، بعد سقوط الملكية ارادت الاميرة فائزة ان تعيش في مصر لكنها تعرضت لمضايقات و اتهامات باطلة دفعتها للخروج بلا رجعة و أسقطت عنها الجنسية المصرية و انتقلت للعيش في تركيا ثم امريكا حيث اقامت مع والدتها الملكة نازلى صبرى و شقيقتها الاميرة فتحية و كانت تتلقى مساعدات مالية من الاميرة شمس بهلوى و ابنة اختها الاميرة شهنار بهلوى ، توفيت في التسعينات بعد معاناة من مرض السرطان و كان اخر اعمالها الخيرية لوطنها الام التي لم يُكتب لها ان تزوره ثانية او تدفن فيه،هو تجميع تبرعات لضحايا زلزال 1992.