كان أبي يضربني ، وكانت أمي تنقذني منه، فقلت في نفسي ما الذي سوف يفعله أبي إذا ضربتني أمي ذات يوم؟!

ولكي أرى ذلك عصيت أمي حين قالت لي  اجلب لي حليباً من السوق ، فلم أذهب ، وحين جلسنا للغداء وضعت في قصعتي إداماً قليلاً فطلبت منها أن تزيد ، وأمرتني بأن أجلس على كرسي صغير وأتناول طعامي ، ولكني فرشت على الأرض وجلست ، أوسخت ملابسي عمداً ، وتحدثت معها بلهجة فظّة..

كنت أتوقع أن أمي سوف تضربني لا محالة، لكن الذي حصل أنها حضنتني بقوة، وقالت: يا ولدي! ما بك؟ أمريض أنت؟ حينها انسابت دموع غزيرة من عيني لم أستطع أن أكفكفها.