لقد أثار لسان الثعبان المتشعِّب فضولَ الإنسان منذ آلاف السنين، ولكنَّ وظيفته ظلَّت غامضة.

والآن، تَدعَم العلوم النظرية والوظيفية إضافةً إلى علم السلوك والتشريح فرضيةَ أنَّ اللسان المتشعِّب يؤدي دورَ كاشفٍ كيميائي يُستخدَم لمتابعة أثر Pheromones الفيرمونات (إشارات كيميائية تُثير ردَّ فعل معين عند المتلقي، وقد تَطوَّرت للتواصل بين الأفراد من النوع نفسه) من الفرائس والأفراد الأخرى المنتمية إلى النوع نفسه.

والثعابين قادرة على اكتشاف الفيرومونات عن طريق تحريك ألسنتها لالتقاط الجزيئات الكيميائية التي تتكون منها الفيرومونات الجنسية، والتي لا تطفو في الهواء كما هو الحال في الأنواع الأخرى، بل تُحمَل ضمن جزيئات الرطوبة؛ لذلك لا بدَّ من ملامسة اللسان لجلد الثعبان الآخر لتحديد نوع الفيرمون.

وقد يرجع النجاح التطوري للثعابين المتقدمة -جزئيًّا- إلى كمال هذه الآلية ودورها في التكاثر.

فقد تطوَّر اللسان المتشعِّب مرتين إلى أربع مرات، عند رتبة الحرشفيات من صف الزواحف الذي تنتمي إليه ما يُعرَف - شيوعًا - " الأفاعي".

وعلى الرغم من امتلاك الثعابين خياشم، ولكنَّ وظيفتها تنحصر في التنفس ولا تستخدمها للشم.

وللتعويض عن ضعف البصر والسمع، تمتلك معظم الثعابين إحساسًا ممتازًا للرائحة؛ إذ تستخدم ألسنتها لالتقاط رائحة الفريسة أو الحيوانات المفترسة القريبة.

إنَّ قدرة شطري اللسان المتشعِّب على التقاط المواد الكيميائية المختلفة من نقطتين معًا في الوقت نفسه، تُوفِّر تحديدًا فوريًا لموقع الأثر (الرائحة)، وعندما يَمُد الثعبان لسانه فإنَّه يحاول ببساطة التعرُّف إلى محيطه عن طريق " تذوُّق" الهواء، فهو يجمع بهذه الحركة الروائحَ الموجودة في الجزيئات الصغيرة العائمة في الهواء ثم يعيد لسانه داخل الفم إلى Jacobson's organعضو جاكبسون ( Vomeronasal ) أو مايُعرَف -عربيًّا- بالعضو الميكعي الأنفي، والذي يقع داخل سقف فم الثعبان، ويتألف من أنبوبين متداخلين ينفتحان في سقف الفم بفوهتين أمام الفتحات الأنفية الداخلية، ويلائم شطرا اللسان المتشعِّب الفتحتين الموجودتين في عضو جاكبسون تمامًا، وبعد أن يَنقُل اللسان جزيئات الرائحة إلى هذا العضو، ترتبط بعض المركبات الكيميائية -الموجودة فيها- بمستقبلات العضو، وتُرسِل هذه المستقبلات رسائل حسية إلى دماغ الزواحف، مما يُفسِّر المعلومات الحسيَّة على أنَّها رائحة؛ كما هو الحال عندما تَشتَمُّ رائحة الفأر فتنطلق لاصطياده.