تزوّجت وابتعدت عن أمّي وعرفت.. أنّ الغداء كلّ يوم أمر ليس بالسهل، وأنّ الوقوف بالمطبخ يؤلم الظهر،

عرفت أنّ الاستيقاظ باكرًا بمفردك أمر صعب، وأنّ صوت أمّي أفضل من مئة منبّه، وأنّ الغسيل يمكن أن يجعلك تسهرين طيلة اللّيل، ولا تنامين لأنّكِ تنتظرين أن ينتهي وتنشريه، وأنّ العلاج كان في حنان يديها وليس بالمضادّ الحيويّ، عرفت أنّ ساعات الدراسة من غير شطائرها لا تتمّ، وأنّ الزعل من غير وجودها أضعافًا مضاعفة، وأنّ الغلط من غير عتابها لا يتصلّح تمامًا، وعرفت أنّ الأمان بوجودها وليس في قفل الباب بالمفتاح، وأنّ ترتيب البيت شيء مجهد جدًّا، وعرفت أنّ الخروج من البيت من غير دعوتها لا يحتسب، وأنّ هناك أشياء اسمها كهرباء وغاز واشتراك إنترنت، وأنّه ليس هناك من أحد سيركض للملمة الزجاج المكسور ويقول لي: ابتعدي؛ كي لا تُجرحي، عرفت أنّني صغيرة معها، كبيرة ببعدها