يحكى أنّ رجلاً جاء إلى الخليفة العباسي المنصور، وأخبره أنه خرج في تجارةٍ وكسب مالاً فأعطاه لزوجته لتحفظه، ثم طلبه منها، فقالتْ أنه قد سُرِقَ، وأنه نظر في البيت فلم يَرَ كسراً ولا خلعاً، ولا أثراً لِلِص!!!!

فقال له المنصور: منذ كم تزوجتها؟

فقال: من سنة

فقال له: أثيِّبٌ أم بِكر؟

فقال: ثيِّباً

فقال له: ألها ولد؟

قال: لا


ففكر المنصور قليلآ ثم دعا المنصور لأحد حراسه أن يأتيه بقارورة طيبٍ (عطر) كانتْ له، وقال للرجل: استعمل هذا فسيذهبُ بالهم والحزن الذي أصابك!!!!

فلما خرجَ من عنده، دعا المنصور بأربعةٍ من جنده، وأمرهم أن يتفرقوا في الطُرُقات، وأيما رجل وجدوا عليه أثر هذا العطر، يأتون به فوراً!!!!

وخرج الرجل بالطيب، ووضعه في البيت، فأهدته المرأة لرجلٍ كانت تحبه، فوضع منه، فقبضَ عليه الجنود وجاؤوا به إلى المنصور!

فقال له المنصور: أين المال الذي أخذته من فلانة؟

فأقرَّ واعترفَ على الفور، وذهبَ وأحضرَ المال.

فدعا المنصور صاحب المال وقال له: إن رددتُ إليكَ مالكَ تحكمني في امرأتك؟

قال: نعم

فقال له: هذا مالك قد رده الله اليك...

وقد طلَّقْتُ المرأة منك!!!!

لا يدري المرءُ مما يعجبُ في هذه القصة، من ذكاء المنصور ودهائه، فهذا والله فعل العباقرة!

أم من ستره على المرأة، فهو لم يُخبر الزوج بحقيقة زوجته، وإنما طلب َأن يكون أمرها في يده، فلما وافقَ الزوج على هذا، قام بتطليقها منه!!!!

*تعقيب!!!*

*يُحِبُّ الله تعالى الستر على الأعراض وإن فرَّطَ بها أهلها، ومن سَتَرَ سُتِرَ، ومن تتبَّعَ عورات الناس تتبَّعَ الله عورته، ومن عيَّرَ أحداً بمعصيةٍ في الغالب لا يموت حتى يقترف مثلها..*

أورد القصة ابن القيم في كتابه الطرق الحكيمة..

*ودمتم بخيرٍ