يقول راوي القصة: 

في العاشرة من عمري وفور ظهور نتيجتي ذهبت بكل فرحة وفخر لأخبر أبي بحصولي على المركز الثاني ، عبس وجهه ارتفع صوته ينادي أمي ثم قال بغضب :

-ولمّ لم تحصل على المركز الأول ؟

ابتلعت ريقي بصعوبة وقد ملأني الحزن والاحباط :

تأخرت عنه بدرجة واحدة رغم أني بذلت قصارى جهدي.

استاء جدًا ووجه لأمي الكثير من الاتهامات بإهمالها حيال ابنها الذي لم يحصل على المركز الأول ، شعرتُ يومها بالعجز فمنذ دقائق جئته بفرحة النجاح بعيني فحطمها وعاملني كأني راسب لمجرد أني تأخرت درجة واحدة ! 


مساء ذلك اليوم اتصل بي صديقي لدعوتي لحفلٍ قد أعده والده لنجاحه وحصوله على مركز مابعد العاشر .


في العام التالي حصلت على المركز الأول لأثبت له أني أكثرهم تفوقًا بينما حصل صديقي على المركز السادس ، فكان من أبي أن قال :

-هذا الطبيعي فلا تنتظر مني أن أحتفل أو أشكر وقبلك فعلها كثيرون فلست أول من يفعلها ! 


 أصبت بإحباط شديد فها هو يقلل من قدري مرة أخرى أما صديقي فكان له من والده الحفاوة والاحتفال ، لم أشعر بطعم النجاح يومًا بسبب حديثه اللاذع وقلة دعمه لي ، عام بعد عام تراجعت في المستوى بينما تقدم صديقي كثيرًا والتحق هو بالكلية التي لطالما حلم بها والتحقت أنا بكلية لم أتخيل أن أدخلها يومًا ، حقق هو مبتغاه بكل الدعم الذي تلقاه لطوال حياته ولم أحقق أنا سوى الخذلان في كل مرة . 


تذكرت ذلك اليوم وقد أتى ابني يحمل بين يديه حصوله على المركز العاشر ، فابتسمت وأنا أتراقص فرحًا مقدمًا له كل الدعم .

أفضل مايقدمه الآباء لأبنائهم هو الدعم والربت على أكتافهم ، أسوأ ماقد يفعله الآباء هو الانقاص من شأنهم وتبديد فرحتهم لأجل الكمال .