مقدمة

 تعتبر المتّة من المشروبات الساخنة، والتي تندرج تحت قائمة المنبهات كالقهوة والنسكافيه والشاي وغيرها، ويرجع أصل مشروب المتة لدول أمريكا الجنوبية، وبعضاً من الدول العربية، حيث إنّها تشتهر في مناطق كثيرة، وعلى وجه التحديد سوريا ولبنان، وتصنع المتة من أوراق عشبة البَهْشِيِّة البراغوانية، واسمها العلمي هو (Ilex paraguariensis) .







أصل تسمية المتة 

خلال عمليات البحث على هذه النبتة ومعرفة أسرارها، وجد الباحثون أن أوراق هذه النبتة تحتوي على مادة منشة تسمى المتيين (matein)، ومن هنا جاء بما يسمى المتة لدى الدول العربية، وخصائص هذه المادة مطابقة لخصائص مادة الكافيين، ويتميز مشروب المتة عموماً بمدي تطابقه وتشابهه مع القهوة والشاي، حيث يُصنع هذا الشراب من الورق المجفف النابت في أراضي البارغواي، ويقوم صناعها بتفتيت تلك الأوراق، وبهذا تشبه الشاي الأخضر بالشكل والطعم إلى حدٍ ما، وأساساً أتت المتة من كلمة إسبانية تصف فيها ببارغواي، وتعني القرعة أو الجوزة، بما معناه الكأس الذي تشرب فيه (mate أو Yerba mate).

أصل مشروب المتة 

يعود أصل هذا المشروب لدول القارة الأمريكية الجنوبية، ويطلق عليها أيضاً بالمتة، أو شاي الباراغواي، لكن الموطن الأصلي لهذا المشروب هي أراضي الباراغواي، والأرجنتين، وتشيلي، وهو عبارة عن نباتات شجرية دائمة الخضار، ويصل حجم ارتفاعها من 4 إلى 6 أمتار، وتنمو تلك العشبة برياً، ويتم زراعتها كمحصول تجاري. هناك أسطورة خلف هذا المشروب، فكان الشعب الغواراني أول الشعوب التي شربت المتة، فهم كانوا من ضمن سكان الباراغواي وجنوب البرازيل، وحالياً شمال شرق الأرجنتين، وكانت الأسطورة تقول إن إله القمر الغيوم نزل على الأرض ليزورها، فبدلاً من أن يجدوا الإله، وجدوا فهداً حاول الهجوم عليهم، ولكن بمساعدة رجل عجوز ذي حكمة نجوا منه، فيقال إن الآلهة كافأته بـ (مشروب الصداقة).


المتة في سوريا والدول العربية


في مطلع القرن العشرين تم استقبال هذا المشروب بسهولة، خصوصاً بعد هجرة الكثيرين من سكان بلاد الشام لأمريكا الجنوبية، للسعي وراء الرزق، فجلبوا معهم مشروب المتة، وأخذ في الانتشار بشكلٍ كبير، تحديداً في سوريا ولبنان. على وجه التحديد، زاد استهلاك هذا المشروب في كافة مناطق سوريا تدريجياً من جبل العرب لحمص، لمدينة السلمية، إلى ريف حماة، وريف إدلب، وكثير من المناطق، حتى بدأ انتشار معامل لتعبئته، وأصبح البعض يشربه مع المكسرات، ووضع الأعشاب الطبيعية عليه؛ ليصبح أكثر لذة ومذاقاً، كما وأنها أصبحت من ضمن العادات المتأصلة في مناطق سوريا.


 التركيب الكيميائي لمشروب المتة

 على الرغم من احتواء هذا المشروب للكافيين، إلا أنه يحتوي على تركيبات كيميائية إضافية، قد تثير اهتماماتك، ومنها فيتامين (A ،C ،E ،B)، إضافة لتلك المواد من العفص والروتين، بيتا أميرين، النياسين، والإينوزيتول، وأضف على ذلك البوتاسيوم والمغنيسيوم، أحماض الراتنج، الكبريت والصوديوم، النحاس والمنغنيز، الحديد والفانيليا، والكلور والماء.


طريقة تحضير مشروب المتة

لتحضير مشروب المتة، ما عليك إلا أن تغلي الماء الكافي، وتضع كمية محددة من أوراق المتة المجففة، حيث إنّها تكون مصنعة جاهزة بأكياس ورقية سهلة الاستهلاك، ثم تضيف عليه المياه المغلية مع كمية السكر المرغوب فيها، والكثير يضيف المنكهات الطبيعية الأخرى مع هذا المشروب، كالنعنع، والبابونج، والزنجبيل، وغيرها من المنكهات المعروفة، ويمكن إضافة الحليب بدل الماء.












فوائد مشروب المتة

 يعمل على حل مشاكل عسر الهضم، فهي مادة مليّنة للبطن. مفيد لآلام الرأس والصداع. يعتبر من مشاريب الطاقة والمنبهات. يعمل على إزالة الدهون دون أي ضرر. يعمل على تخفيض نسبة السكر في الدم. تشرب هذه المادة بعد الطعام بفترة؛ لتسهل عملية الهضم. تخفف من عملية الإمساك. لا تسبب أية أضرار للقلب والأعصاب، مثلها مثل القهوة، على الرغم من وجودة الكافيين إلا أنها منشطة. تعمل على إدرار البول، وفي حال تم شربها صباحاً على الريق، فإنها تلين الأمعاء والمعدة. علاقة مشروب المتة بتخفيض الوزن البعض يستخدم هذا المشروب لحرق الدهون، وإنزال الوزن؛ وذلك لأنها تعمل على: إدرار البول المساعد على تفريغ الجسم من السموم والمياه. يخفف شهية الشخص للطعام في حال تم شربها على الريق. شعور الجسم بالشبع بعد شربها. نظراً لاحتواء المتة على الألياف، التي تزيد من حركة الأمعاء، فهي تعمل على حرق الدهون، وإزالتها من الجسم. تأثيرات المتة على الجسم التأثير الفيزيولوجي والنفسي:تعتبر مادة الكافيين الموجودة في المتة مختلفة تماماً عن ما هو في المشاريب الثانية، حيث إنّ هذا النوع من المنبهات الموجودة تصنف للكزانثين، وتعمل على تأثيرها لنسيج العضلات أكثر مما هو مؤثر للنظام العصبي، فأثبتت الكثير من الدراسات العلمية بأن المتة لها أكثر من تأثير إيجابي، يعمل على تهدئة الأنسجة العضلية والقلبية. التأثير على الجهاز العصبي: تعمل أوراق المتة على تنبيه الجملة العصبية المركزية؛ وذلك لاحتوائها على بعض البروتينات، وهذا مشابه لمشروب الشاي والقهوة، وتظهر الدراسات بأن المتة لديها القدرة على زيادة اليقظة والحدة العقلية بلا وجود آثار سلبية كالخوف والقلق والتعصب، حيث إنّها تزيد الطاقة وتقاوم الكآبة وحالات الإعياء الجسدية والعقلية، كما وأنها تنشط الجهاز العصبي. التأثير على الجهاز الهضمي: تعتبر المنطقة المعوية من أكثر المناطق استفادة من مشروب المتة، حيث إنّها تقوم بعملية تحسين للهضم، وتعمل على ترميم الأنسجة المتضررة أو المريضة، وتعتبر من أكثر العلاجات للإمساك المزمن، حيث إنّها تلين الفضلات وتهيئها للإخراج، كما وأنها تزيد من حركة التقليص للأمعاء، وتحفز حركتها بشكل طبيعي. التأثير على الأوعية الدموية والقلب: أثبتت الدراسات بأن مشروب المتة يعمل على تزويد القلب بالمواد المغذية له، إضافة لتزويده بالأوكسجين، خصوصاً في فترات الإرهاق الجسدي، وتعمل على الحد من الأمراض القلبية، حيث إنّه يزيد قدرة التحمل للعضلة القلبية، وأصبح هذا المشروب أساساً لكل لاعب رياضي لبناء جسمه، وحرق الدهون بسهولة. التأثير على نظام المناعة: أثبتت الدراسات أيضاً مدى قدرة مشروب المتة على تحسين جهاز المناعة لدى الإنسان، وتعمل على مقاومة الجسم للأمراض، وتعزز جهازه المناعي، خصوصاً خلال فترة النقاهة للمريض، وتعمل المكونات الموجودة في مشروب المتة على التحريض التام لكريات الدم البيضاء للدفاع عن الجسم بقوة، وبالتالي، تعمل على زيادة المناعة لديه.


الخصائص الضارة للمتة

على الرغم من كل الفوائد المنشودة لمشروب المتة، إلا أن هناك آراء أخرى ووجهات نظر غير مؤكد منها، بأن المادة الموجودة في المتة مثلها كمثل المواد الموجودة في باقي الأطعمة والمشروبات التي نشربها كالقهوة والشاي وغيرها من المنبهات التي كثرتها تضر الانسان. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ