أغلقوا سفارة قطر بالجزائر !
الكاتب: بقلم شعيب زواوي
ليس لأنّ دولة قطر تدّعم الإخوان كما يقول المصريون، ولا لأنّ قناة الجزيرة تتكالب على الجزائر كما تفعل فرانس 24 وشقيقاتها، ولكن لأنّ قطر بعد كأس العرب لم تعد بحاجة إلى سفارة تمثلها وتدافع عن مصالحها وتسعى لتحسين صورتها في بلادنا، فتجربة الجزائريين مع الكأس العربية غيّرت تلك الصورة النمطية الراسخة في أذهاننا عن دول الخليج أو كما يسميهم البعض دول البترودولار.
لقد كنّا بالفعل بحاجة إلى بطولة كأس العرب لنعرف أنّ القطريين طيبون، ربما لحد السذاجة، فطوال الأسبوع الماضي ووكالات الأنباء والتلفزيونات العربية تنقل لنا صور احتفالات النوادي القطرية بلاعبيها الجزائريين وهم الذين أخرجوا منتخب بلادهم من البطولة وبتلك الصورة، فبراهيمي استقبل استقبال الأبطال في ناديه الريان، والغريب أنّ من كان إلى جانبه فرحا بإنجازه زميله عبد العزيز حاتم وهو من كان وراء ركلة الجزاء، وبعد يومين ظهر براهيمي من جديد رفقة مواطنه بن العمري وقد خصص لهما ممرا شرفيا في لقاء الريان ونادي قطر، وقبل ذلك احتفل السد بهدّافه بونجاح وأهدى لاعبو الغرافة الورود والحلويات لزميلهم تهرات، فهل نفعل نحن هذا لو كنّا مكانهم؟ أم سيكون موقفنا كموقف أشقائنا في تونس والذين لم يهضموا الخسارة وراحوا يقدمون لنا الدروس ويمنّون علينا بأنّهم من صنعوا بونجاح، بلايلي، بن عيادة، بدران، توقاي، شتي ومزياني، لا لشيء سوى أنّ هولاء اللاعبين تشرفت البطولة التونسية بمشاركتهم فيها، بل أنّ بعض التونسيين تجاوزوا كل الحدود وراحوا يطالبون بطرد اللاعبين الجزائريين من بطولتهم التي يقول عنها المدرب نبيل معلول أنّها خسرت باستقدامها للاعبين جزائريين. وكأنّ الفنيين التونسيين هم من علمونا كرة القدم، كما علمنا المصريون اللغة العربية وتعاليم الدين الإسلامي على رأي الشوالي.
الأمير القطري لم يكن بحاجة إلى خطبة عصماء يدّعي فيها العظمة ويتفاخر بنفسه وببلاده، بل ترك ذلك لشعبه الذي أعطى كل العرب دروسا في الأخوة والمحبة ورحابة الصدر وربما بلا كلام بل بأفعال، فالأمير القطري كان كل حديثه مع الجزائريين بضع كلمات قالها للحارس مبولحي وهو يسلمه الكأس “إبتسم الكأس الآن لك”، ومزحة خفيفة مع بوقرة وهو يتلمس بطنه، وبعد ذلك تهنئة صغيرة على تويتر، ولكنه بعد ذلك شغل مواقع التواصل الاجتماعي التي وضعته أمام الجميع كبطل حقيقي خدم وطنه وعروبته.
وبالحديث عن القطريين لا أنسى صورة ذلك الطفل، يسأله الصحافي عن توقعاته للقاء منتخبي قطر والجزائر، فيجيبه (تفوز قطر وتتأهل الجزائر)، وطفل آخر رفض المقارنة بين إمكانات المنتخبين، فحاول الصحافي استفزازه وهو يقول له (عندنا المعز وعفيف)، إلا أنّ الطفل رد ببراءته (ضعهما على جنب.. بغداد في مكان آخر).
تصرفات القطريين خلال بطولة كأس العرب وما بعدها جعلت من هذه الإمارة الصغيرة محبوبة وسط كل الجزائريين، ولم يعد القطريون بحاجة إلى بعثة ديبلوماسية كاملة في الجزائر، يكفيهم فقط مكتب صغير داخل وزارة الخارجية الجزائرية يعمل على قضاء حوائج القطريين هنا ويمنح التأشيرات لدخول الدوحة.
0 تعليقات
شاركونا بآرائكم وتعليقاتكم