في تسعينات القرن العشرين شهدت الولايات المتحدة الأمريكية أحد أبشع الجرائم في القرن العشرين وقد تكون على مر القرون كلها، جريمة أصابت العالم بالفزع بسبب غرابتها وشذوذها وخروجها عن الأعراف والتقاليد أو الجرائم المنتشرة وقتها فهي جريمة أقترفتها أم راح ضحيتها طفلان في مقتبل عُمرهم لم يعوا حقيقة الواقع بعد ولم يدركوا بأي ذنبٍ قتلتهم أمهم.




دارت وقائع القصة ب ولاية ساون كارولينا بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1994 بتاريخ 25 من أكتوبر. كانت سوزان سميث تقود سيارتها المازدا طراز 1990 بريف مدينة يونيون بولاية ساون كارولينا الأمريكية. 

جلس خلف سوزان سميث في المقعد الخلفي طفلها الأكبر مايكل ذو الثلاث سنوات والرضيع ألكس. عند وصولها إلى لطريق المؤدي الى بحيرة جان لونج أوقفت سيارتها عند الرصيف المائل المخصص لإنزال القوارب في الماء حيث يبلغ طول الرصيف 25 متر. 

تلقت سوزان سميث مكالمة من عشيقها ذو النفوذ والأموال الطائلة يخبرها أنه لن يستطيع أن يكمل علاقاته معها بسبب وجود أطفالها معها.


قبل الحادث الشهير بعام واحد وجد سوزان عمل جديد في شركة يملكها والد توم عشيقها.

 كانت ما تزال متزوجة من والد أولادها ديفيد سميث بدأت العلاقة الآثمة بالخروج لتناول الطعام والذهاب إلى السينما و الأماكن الترفيهية. تحولت العلاقة تدريجيًا إلى علاقة حميمية حيث أغراها نفوذ توم وثراءه الفاحش.


على عقب وسقطت بداخلها لتبدأ في الغرق والأطفال بداخلها.


بعدما اختفت السيارة تماما عن الأنظار لجأت سوزان إلى أقرب منزل من البحيرة وقرعت الأبواب طالبة المساعدة فهي أم قام أحدهم بخطف سيارتها بأطفالها.

 كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة بعدة دقائق عندما اتجهت سيارات الشرطة إلى المنزل الذي لجأت إليه وأستمع كبير المحققين إلى قصة الأم القاتلة التي أدعت أنها ضحية لمجرم خطف أطفالها.


لم يساور رجال الشرطة أي شك حول تصريحات الأم في الساعات الأولى خاصةً أنه غير المتعارف وقتها على جرائم قتل بذلك المنظور.


– أتى زوج سوزان ديفيد إلى المنزل عقب الشرطة بفترة وجيزة مع العديد من أقاربها.


– اقترحت سوزان أن يقوموا بالانتقال إلى منزل والدتها فهي بحاجة إلى إراحة أعصابها.


وقعت سوزان سميث في عدة أخطاء جعلت الشرطة تشُك بنسبة كبيرة أنها تكذب لأمر مريب.


– كان أول خطأ عندما أخبرت والدتها ليلة الحادث ألا تغضب إن أتى توم عشيقها إلى المنزل.


– تلك العبارة دفعت رجال الشرطة إلى البحث أكثر وأكثر حول سوزان وحياتها الشخصية ليكتشفوا أكاذيبها.


– اكتشفت الشرطة بعد تحقيق أن قصة سوزان مليئة بالثغرات التي تجعلهم يشكون في كونها هي أو زوجها القتلة.


– الثغرة الأولى أن سوزان سميث أدعت سوزان سميث أن إشارة الطريق عند التقاطع كانت حمراء اللون مما سمح للمجرم “أحد الزنوج”

 للاقتراب منها و سرقة السيارة بالأطفال بعدما قام بتهديدها بينما النظام الآلي في ذلك الوقت كان بقضي بأن إشارة المرور تظل مفتوحة (خضراء) طوال الوقت ولم ترصد الشرطة أي خلل في نظامها الإلكتروني.


– الثغرة الثانية تمثلت في أقوالها أثناء التحقيق حيث دمعت بين صيغ الماضي والحاضر في الحديث عن أطفالها كأنها قد فقدت الأمل في عودتهم رغم مرور أقل من يومين فقط على الحادث أو علمت أن سوءاً قد حدث لهم بالرغم أن الخاطف لم يتواصل معها بعد بالإضافة للبكاء بدون دموع.


كل تلك الثغرات دفعت الشرطة إلى الشك بسوزان سميث وزوجها مما دفعهم إلى اللجوء إلى كاشف الكذب.


– سألتها الشرطة مباشرة هل تعرفين مكان الأطفال مما دفعها إلى الإنكار واكتشاف أنها كاذبة لتعترف بالجريمة التي ارتكبتها.


– حكم القضاء الأمريكي عليها بالسجن مدى الحياة وسط نداءات من زوجها بالقتل الفوري لها.