ولدت سميرة موسى على  ابو سويلم  في ٣ مارس عام ١٩١٧ في قرية تسمى سنبو بمركز يسمى مركز زفتى بمحافظة الغريبة  ومركز زفتى هذا   له قصة عجيبة حدثت بعد ميلاد سميرة موسى بعامين فقط.



أي في عام ١٩١٩  عندما قام الاحتلال الإنجليزي بإعتقال سعد زغلول ونفيه خارج مصر وهنا أعلن مركز زفتى برئاسة يوسف الجندي وعوض الجندي  استقلاله عن البلاد واعلان جمهورية زفتى المستقلة اعتراضا على ما فعل الإنجليز،  وخلال احدى عشر يوما فقط استطاع الاحتلال الإنجليزي القضاء على هذه الحركة وهرب يوسف الجندي وعوض الجندي اصحاب زعماء هذه الدولة إلى بيت صفية زغلول زوجة سعد زغلول باشا .


وفي هذه الظروف السياسية وفي أسرة مثقفة للغاية ولها علاقة وطيدة بالسياسة وما يحدث في البلاد نشأت  سميرة موسى وكان والدها موسى علي ابو سويلم  هو أحد أعيان القرية ومثقفيها واثريائها أيضا وكان منزله بمثابة مبنى الإذاعة والتلفزيون لاهل القرية وعندما كانت سميرة موسى في الصف الثالث الابتدائي توفي سعد زغلول فأقام والدها عزاء له في منزله وبدأ أهل القرية يتوافدون للتعزية فأمر موسى ابو سويلم  سميرة بأن تقرأ على المعزيين  نبأ نعي سعد زغلول من الجرائد فقامت سميرة بقراءة النعي من كل الجرائد مرة واحده ثم بدأت تقرأ النعي على المعزيين الجدد بدون الجرائد .


وهنا لاحظ والدها ما فعلت سميرة وسميرة حصلت على المركز الأول على مدرستها وحفظ ثلاثة عشر جزء من القرآن بسهولة  فأدرك والدها أن الله قد اهدى له فتاة خارقة الذكاء فقام ببيع قطة من الأراضي الزراعية واشترى فندق صغير في الحسين بالقاهرة  وانتقل لها حتى يوفر ل بنته الذكية تعليم افضل وإلتحقت سميرة بالتوجيهية بمدرسة الأميرة فايزة .


وهنا تظهر شخصية جديدة وهى ناظرة هذه المدرسة السيدة نبوية موسى الأديبة والكاتبة و اول امرأة في مصر تحصل على الباكلوريا وتتقلد منصب ناظرة المدرسة وكانت من صفوة النساء في مصر فلاحظت سريعا ذكاء سميرة واهتمت بها وزادت من اهتمامها بسميرة لدرجة أنها أنشئت معمل في المدرسة خصيصا لأنها وجدت سميرة ترغب في ترك المدرسة والانتقال لمدرسة أخرى بها معمل فرضت بشدة انتقال سميرة من المدرسة وانشئت المعمل وقالت"لن اخسر طالبة مثل سميرة لأن المدرسة ليس بها معمل"


واشتكت نبوية بأن منهج الجبر به بعض التخلف وأنه غير مفيد فقامت سميرة وهى لا تزال طالبة بالمدرسة بتعديل منهج الجبر وجعلته متطور ومتقدم للغاية فتبنت نبوية المنهج الجديد وقام والد سميرة بتولى تكلفة طباعة منهج الجبر على نفقته الخاصة لمساعدة الطلاب وكل ذلك بإشراف و موافقة نبوية موسى .


وتفوقت سميرة كالعادة وحصلت على المركز الأول على التوجيهية بأكملها وإلتحقت بكلية العلوم  رغم معارضة والدها  لأن في تلك الفترة كانت كلية الآداب هى مقصد لكل الطلبة المتفوقين ومنها تتخرج المعلمات مثل نبوية موسى وكان يطلق على كلية الآداب كلية الكعب العالي ولكن سميرة كانت تعلم هدفها وميولها جيدا .


فإلتحقت  بكلية العلوم بجامعة فؤاد الاول التي هى الان جامعة القاهرة وهنا تظهر شخصية أخرى ستعرفها بمجرد ذكر الاسم وألا وهو علي مصطفى مشرفه الملقب ب إنشتاين العرب كان علي مصطفى مشرفه هو عميد كلية العلوم  واحد ابرز العلماء المصريين .


ونجحت سميرة موسى أن تحصل على المركز الأول على الكلية على مدار  دار الأربع سنوات بتفوق رهيب ادهش علي مصطفى مشرفة وتخرجت من الكلية وتم تعيينها معيدة في كلية العلوم وذلك في عام  ١٩٤٠ م


 وكان طموح سميرة اكبر من كل ما هو موجود في كلية العلوم  فحصلت على الماجستير في التواصل الحراري والأشعة السينية والطاقة و كلها  اشياء لها علاقة بالطاقة الذرية والسلاح النووي.


وزاد تعلق سميرة موسى بهذا المجال بعد أن قامت الولايات المتحدة بضرب  الهيروشيما وكوزاكي في  اليابان بالقنبلة النووية لتدرك سميرة أهمية ذلك السلاح الخطير وقدرته على تدمير الدول وقلب موازين القوة .


ثم سافرت إلى إنجلترا  ١٩٤٦  في بعثة مدتها ثلاثة أعوام لتحصل على الدكتوراة في نفس المجال في عام وخمسة أشهر وفقك وهو وقت قياسي جدا لا يستطيع سوى انسان عبقري أن ينهي شئ كهذا به وقضت باقي مدة البعثة بين المعامل  لتتحقق من نظيريتها التي توصلت لها وأثبتت صحتها وماتت معها ألا وهى يمكن أن تصنع القنبلة النووية من خلال تفتيت معادن رخيصة من النحاس.


وبعدها عادت سميرة إلى مصر ودعت لمؤتمر يسمى بمؤتمر الذرة من أجل السلام .


وما هى فكرة ذلك المؤتمر؟


سميرة استطاعت بذكائها أن تتوصل إلى طريقة صنع القنبلة النووية بمواد بسيطه جدا جدا وهذا معناه أنه يمكن لأي دولة ضعيفة صغيرة فقيرة أن تمتلك السلاح الأقوى على المستوى العالم وبالتالي لا تصبح الدول القوية تمتلك وحدها ذلك السلاح الذي تفتك به بالدول الصغرى وهذا سيقلب موازين القوة راس على عقب ثم تتساوى الدول في القوة فلا يصبح للدول القوية سيطرة على غيرها وذلك في عام ١٩٤٩.


حضر هذا المؤتمر كبار العلماء في ذلك المجال من ارجاء العالم وكان هناك تأييد واضح لنظرية سميرة موسى ودعم لها من العلماء .

وفي عام ١٩٥١  تلقت سميرة منحة لبعثة إلى الولايات المتحدة لمتابعة أبحاثها في نفس المجال وقد تلقت هذه الدعوة  من الصديقة راقية ابراهيم الممثلة  وبالطبع قلبت سميرة تلك المنحة وسافرت إلى الولايات المتحدة وبعد سفرها بوقت قصير سافرت خلفها راقية ابراهيم إلى ولاية كاليفورنيا  وهناك عرضت عليها الجنسية الأمريكية وبمميزات خرافيه وبالطبع رفضت سميرة الجنسية الأمريكية وذكرت كل ما حدث في خطاب لوالدها.


وفي خطاب اخر أخبرت والدها أنها ستعود لنصر خلال أيام وقبل عودتها إلى مصر بتلك الأيام القليلة  تلقت  دعوة من راقية ابراهيم أيضا للذهاب إلى أحد معامل المفاعلات النووية للتدريب فقبلت الدعوة وكان من المفترض أن تذهب إلى ذلك المعمل الموجود في في ولاية أخرى بالطائرة لكن تم تغيير وسيلة الانتقال إلى السيارة بدلا من الطائرة وركبت سميرة السيارة مع سائق هندي الجنسية وفي الطريق  دهست تلك السيارة سيارة نقل كبيرة واسقطت  سيارة سميرة من على حافة الجبل الذي كانت تمر السيارة بالطريق الذي  يمر على حافته وذلك في عام ١٩٥٢ 


ولكن الغريب أن سيارة سميرة التي تعرضت للحادث وسقطت من على الجبل  لم يعثروا بها على جثة السائق !

ليس هذا فقط بل عند التحقيقات وجدت أن اسم السائق كان اسم مزيف وليس لهذا الاسم وجود .....


كما ذكرت شقيقة سميرة موسى بعد وفاتها بما يقرب من خمسين عام في أحد اللقاءات التي نشرت فيما بعد في مجلة الشباب أن الطبيب الشرعي الذي فحص جثمانها قال إنها توفيت ولكن ليس بسبب الحادث بل قبل ذلك بساعات وأن الجثمان الذي فحصه كان قد توفي بسبب السم وليس بسبب حادث .


وهنا يظهر للعيان أن سميرة موسى قتلت ولم تتعرض لحادث وأن ذلك الحادث كان مدبر للتغطية على الجريمة ....


وبعد مقتلها وفي نفس العام اعتزلت راقية ابراهيم التمثيل وتركت مصر لتعيش في أمريكا وتزوجت من الي*ه*و*د*ي    ديفد توماس وعادت إلى اسمها القديم راشيل  ابراهام ليفي وتم تعيينها بعد ذلك بعامين فقط سفيرة النوايا الحسنة من ال*ك*ي*ا*ن.   ال*ص*ه*ي*و*ن*ي.


ذكرت قصة سميرة موسى أيضا في كتاب اسمه اغتيال العقل العربي وكاتب هذا الكتاب هو حسين كامل بهاء الدين  وزير التعليم سابقا .


هيباتيا كانت نموذج للفتاة المصرية القديمة النابغة التي قتلت بسبب الجهل وسميرة موسى نموذج للفتاة المصرية العبقرية التي اغتيلت بسبب عبقريتها ورغبتها في أن تجعل بلدها دولة قوية تمتلك سلاح يحميها ويحمي الدول الصغيرة .


قصتان متشابهتان  في العبقرية والنهاية المأساوية الحزينة على اختلاف الزمن .


وما لاحظته في القصتان وراق لي كثيرا هو أن وجود الأشخاص الذين يقدرون المواهب والذكاء كان عامل رئيسي في نبوغ اصاحبها ف هيباتيا كان والدها عالم رياضيات فدعم هيباتيا عندما اكتشف ذكائها وأما والد سميرة فكان رجل مثالي لدرجة أنه يرحل عن قريته ومدينتة التي نشأ بها إلى محافظة أخرى من أجل أن تحصل سميرة على تعليم افضل ...


وعامل مشترك في كثير من قصص النجاح عندما يكون هناك أشخاص في الأماكن المناسبة كيف كانت نبوية موسى نموذج للناظرة  المثالية التي تدعم الطلاب ولا تتعامل مع عملها كمجرد كرسي ولا مصطفى مشرفة الذي كان عميد لكلية العلوم اكتفى بكونه وصل لهذا المنصب واكتفى بل كان  كل همه هو دعم المواهب .


شئ ثالث لاحظته وهو أن كل هؤلاء الشخصيات كانوا في عصر الملكية سواء الساسي منهم أو العالم والمبدع حيث كان نظام يسمح للجميع بالنمو والازدهار على الرغم  الاحتلال الإنجليزي ومحاولته تدمير البلاد.


رحم الله الجميع  وانتقم من قتلة العقول والنوابغ والمواهب المصرية والعربية .