أحد أشهر أمثال العرب قديما وتعود شهرة المثل لقصة فتاة تسمى مزنة ابنة رجل يسمى منصور المطرودي  من قبيلة تسمى قبيلة بني خالد .



كانت وعائلتها تسكن في قرية ولم يكن في القرية من مسجد ولذا فقد اعتاد جميع رجال القرية للذهاب لصلاة يوم الجمعة في قرية أخرى بعيدة تسمى عنيزة.


 ونظرا لطول المسافة فقد كان الرجال يستغربون وقت طويل للوصول إليها ثم أداء صلاة الجمعة وأخذ قسط من الراحة بعد الصلاة عند أقاربهم ومعارفهم وشرب القهوة وتناول الطعام ولم يكونوا يعودوا للقرية قبل المغرب.


وأصبحت هذه عادتهم حتى راقبهم أحد اللصوص من البدو فعلم أن  في ذلك اليوم لا يكون هناك ولا رجل واحد في القرية بل النساء فقط، فخططوا لسرقة الأغنام والابقار والجمال وكل الحيوانات التي يمتلكها  المطرودي الثري وعائلته الثرية.


فهجموا على حيوانات المطرودي في يوم الجمعة وجمعوها كلها وساقوها خارج القرية.


فغضبت مزنة على اغنام وابقار وجمال عائلتها، فإرتدت أحد جلابيب  شقيقها ولثمت وجهها وذهبت فجمعت النساء وألبستهم ملابس الرجال، ثم امتطت حصان ولحقت باللصوص لتقطع الطريق أمامهم من بعيد .


وقف اللصوص متعجبين من هؤلاء الرجال ولماذا يقفون في الطريق امامهم؟


لانهم مطمئنين أن رجال القرية كلهم غائبين، وهنا تقدمت مزنة بحصانها واستعرضت بسيفها كفارس يتأهب للهجوم على الأعداء، وظلت تتحرك وسط النساء اللاتي يحطن بها، فبدأ اللصوص يخشون من ذلك الفارس والرجال الذين معه وهنا نطق الفارس بصوت حسن أجش مهددا اللصوص بترك الأغنام وإلا ضربت أعناقهم ...


خاف اللصوص البدو وعادوا الأغنام والابقار للقرية كما اخرجوها منها، ولكنهم سألوا الفارس: من انت؟


فأجابتهم: أنا حماد المطرودي(وهو شقيقها)


ولم يكتشف الجميع الحقيقة إلا عندما حكى البدو القصة واللصوص وهنا تسأل الجميع: من ذلك الفارس؟


فعلموا الحقيقة أنها مزنة فخطبها أفضل رجال القرية واحسنهم، ومنذ ذلك الوقت عندما يرى العرب أي رجل متفاخر بشئ قد قام به يضحكون ويقولون: الله يرحم مزنة .


يقصدون بذلك أنها قامت بعمل شجاع  ولم تفتخر به ولم تقل من هى أو أنها قامت به حتى سأل الناس وعرفوا ذلك.