على مر تاريخ الراجل الحافل والطويل مع الخيانة تجد شئ واحد ثابت على طول الخط ومع جميع الرجال.. وهو إن مفيش راجل خان وماتقفش!.


طبعا أخي الراجل الجميل اللي ممكن يكون بيقراء كلامي ويقول "أنا أهو ماتقفشتش" أحب أقوله استخبى إنت وابقى طمننا عليك.. المهم إن برغم كل التقدم اللي احنا فيه.. إلا إن ماحدش قادر يعرف بالظبط إزاي الست بتعرف أو "بتحس" إن الراجل اللي هي معاه ده بيخونها أو حتى على وشك الخيانة أو بيشاور عقله.. الفكرة كمان إن الإحساس ده ولا مرة بيخيب وشغال مع كل بنات حوا مش حالة فردية يعني مش موهبة موجودة عند واحدة واحدة تانية لأ.. و كل اللي جاي هو تحليل شخصي ومجرد تأمل من راجل زيه زي كتير واقف عاجز قدام هذه الظاهرة الكونية العجيبة دي، وفي رأيي المتواضع إن قفشة الست لخيانة الراجل مقسومة نصين نص يخص الست ونص يخص الراجل.


ما يخص الست.. للحظات الأولى لما بتتقفش كراجل مابتبقاش قادر تحدد هل هو ذكاء حاد من الست؟ أو هل هي فعلا "موهبة خارقة" أو حاسة سادسة؟ ولا هو مجرد تطبيق لمثل شعبي شهير بيقول "اللي مربي قرد عارف نطه"؟، ولا دي قدرة وهبها ربنا للست في قفش الراجل اللي بيخونها زي ما خلق كائنات أخرى متخصصة في إنها تصطاد كائن بعينه زي القط والفار كده؟ وكأن ربنا بعظمته وبمعرفته المسبقة لمخاليقة قال للست خدي المنحة دي إنتي طيبة وتستاهلي.. ربما، ولا ده عشان فطرت الست وعاطفتها واهتمامها الأمومي باللي بتحبهم بيخليها تحس بيه زي كده ما بتحس بأولادها أو اللي احنا بنقول عليه بلغتنا –قلب الأم-؟.. جايز جدا برضه، لكن أنا في رأيي إن هي أة شبكة معقدة من المشاعر والمنح الربانية اللي صعب علينا ندركها لكن من الأكيد كمان إن عمايل الراجل من سوادها واستنفاذه لرصيده من الستر الإلهي بيخلي كل الأسباب دي وأكتر ومجتمعة عليه فبيسقط كمان تسقط الدبيحة في النهاية.. ما هو برضه إنت كراجل خاين جميل بتخون أمانة وبتزني وبتكذب وبتخدع وبتأذي مشاعر إنسانة وعندك قائمة خطايا وذنوب تدخلك جهنم بس من صالة كبار الزوار.


قفشت الست لخيانتك كراجل مش معناها خالص إنها تقفشك متلبس ولا تجيبك من بيت ست تانية ملفوف بملاية.. أحيانا الست بتكون هي قافشة ألاعيبك ونزواتك وتحت أيديها أدلة قاطعة على خيانتك وصابرة عليك ومستنية وقعتك اللي بألف يا عم الشاطر، عارف عزيزي الراجل العلامة اللي بتقيس إشارات الشبكة في تليفونك دي؟ فيه زيها بالظبط جوة كل ست بتقيس بيها قوة حبك وصدق كلامك وحقيقة مشاعرك والتردد اللي بتلقطه الست منك مابيكذبش أبدا!، الست في المقام الأول بتعتمد على قلبها في الإحساس بالأشياء وبكل في حياتها وللأسف بيبقى هو نفسه قلبها اللي اختارك وحبك.. وهو نفسه اللي هايستشعر خيانتك على بعد أميال.. فتمارس عليك أحد أعظم مواهبها في التفتيش ورا أفعالك وكلامك وتليفونك وفيس بوكك وانستجرامك..وغالبا دي بداية نهايتك، كمان قدرة الست الرهيبة في ملاحظة أدق التفاصيل المتناهية الصغر ولا أجدعها ميكروسكوب هاتخليها تلمح تفاصيلك مهما حاولت تداري وطبعا احنا الراجل في موضوع التفاصيل ده غلابة جدا يا عيني.


المفارقة إن أحيانا قد تجد ست بتفضل تكذب نفسها وإحساسها وحتى الشواهد اللي قدامها، وأحيانا بتكذب عينيها وودانها شخصيا.. مش بس عشان وقتها بتكون بتحب.. لكن لأنها عارفة إن الشك في الخيانة حمادة واكتشفاها حمادة تاني خالص، واللي يضحك أكتر إن فيه راجل لما الست تصارحه بشكوكها فيه ياريته مثلا بيعترف بذنبه ويطلب السامح ويلم الدور أو يقول لها بشجاعة أسف أنا دني أو معلش عيني زايغة ومش عارف أكون مخلص أو أحبك بجد لأ.. ده بيكذبها ويقلب الترابيزة ويشككها في نفسها لحد ما تتجنن هي في يزيد اصرارها عللا قفشه مش بس عشان تأكدله إنه "خاين" لكن كمان عشان تثبت له إنها مش مجنونة!، والساذج يا عيني يفتكر إنها ختمت له خلاص ختم براءته وصدقته ومايعرفش إن الأدلة بتاعته وأفعاله دخلت معملها وهاتتحلل عشرة مليار مرة ومن كل الزوايا وهاتعمل عليك أبحاث وتحريات وهايظهرلها أدلة تانية وتالتة تأكدلها إنك مش بس خاين وكذاب.. وساذج أيضا، ده غير الجزء الأهم بقى وهو "العدل الإلهي" اللي مش هايسيبك كده عايش بتمرح في الحياة وفيه ست مأمناك على نفسها وقلبها وبتراعي ربنا فيك وإنت لأ.. عشان كده فيه ستات كتير خيانة الراجل وبالدليل القاطع بتجيلها وهي في مكانها وهي دي عدالة السماء.


ما يخص الراجل بقى.. قريت من فترة كده مقال في صحيفة (صن) الإنجليزي بيحكي عن ست نشرت فيديو لجوزها على تيك توك وهو بيودع عشيقته وبيبوسها قدام باب البيت وحكيت إنه اتهرب من سفرية عائلية معاها بحجة إنه عيان يا حرام وقالت إنه فضح نفسه بنفسه وبنفس الكاميرا اللي هو ركبها بأيديه ونسي إنها كانت متوصلة بتليفونها!، وهنا أحيانا بشعر إن الراجل لما بيخون بيبقى عنده "جراءة الجاهل".. زي