خمس دقائق فقط

جلست سيدة عجوز بجانب رجل كبير في السن على مقعد خشبي فى حديقة تشرف على ملعب للاطفال، وكان من الواضح ان كلاهما لديه ابن او حفيد يلعب ضمن من يلعب من الاطفال. وفى محاولة لتمضية الوقت اشارت السيدة الى احد الاطفال وقالت:

- “هذا الولد، …هناك …، … انه ابنى”

بعد ان القى نظرة على ابنها، التفت الرجل اليها وقال

- “يبدو وسيما وقوي البنية” ،


ثم اشار الى احدى البنات اللواتي يلعبن وقال للسيدة:

- هذه البنت، … هناك … تلك التى تلعب وترتدى البلوزة الزهرية … انها ابنتى”

ثم نظر الى ساعته ثم نادى على ابنته متسائلا:

- ” هيا .. يا امال ، اما حان موعد الانصرف ؟!

اقتربت امال من والدها وقالت له فى لهجة مستعطفة:

- ” خمس دقائق اخرى يا والدى، من فضلك خمس دقائق اخرى “

ابتسم الرجل وقال :

- ” حسنا، خمس دقائق اخرى “

احنى الرجل رأسه قليلا علامةً على موافقته فمضت امال تنطلق وقد بدأت عليها الفرحة غامرة. ولما مضى بعض الوقت وقف الرجل ونظر فى ساعته ونادى على ابنته قائلاً:

- “حان الوقت للذهاب يا امال، هيا بنا”

اقتربت امال من والدها وتعلقت به وقالت له مستعطفة:

- ” خمس دقائق اخرى يا والدي، من فضلك خمس دقائق اخرى، خمس دقائق إضافية “

ابتسم الرجل ابتسامته الهادئة ووافق، ثم عاد للجلوس بجانب السيدة مرة اخرى، فقالت له السيدة:

-” يا لك من اب رؤوف رحيم، والاهم انك صبور …”

ابتسم الرجل وقال للسيدة:

- “سيدتى، لقد قُتل اخوها الاكبر صابر منذ عامين فى حادثة سيارة، ولم اقض مع صابر ابدا مثل هذا الوقت الذى اقضيه مع امال، …. والان فانا على استعداد لعمل اى شيئ او دفع اى مبالغ مقابل خمس دقائق اخرى إضافية مع صابر …. ولذا فانا احرص أن لا اكرر نفس الخطأ مع امال…. “

ثم صمت لوهلة، وعاد الى حديثه هامسا وكأنه يحدث نفسه:

- ” انها تظن انها ستلعب خمس دقائق اضافية، ولكن الحقيقة هى اننى انا الذى سوف استمتع بخمس دقائق اضافية اخرى اشاهدها وهي تلعب ……”

الحياة ما هى الا “اولويات” ، وعليك ان تقرر ما هى اولوياتك !!

اعط من تحب خمس دقائق إضافية الان، حتى لا تندم عليها فيما بعد.