نستأذن لنشر ما كتبه الكاتب الدكتور #عصام_التكروري، المحاضر في الجامعات السورية معلقاً على المنشورات المتداولة حول حفل " #سيلاوي" في دمشق حيث قال



الدفاع عن " الضحالة" لايعني على الاطلاق ان المرء متفهم و حيادي و يحترم الرأي الاخر.. 

ثانياً، لغة الأرقام لا تعني أن ما يتم تقديمه يستحق الدعم بل تعني ـ برأيي ـ انه يستحق الوقوف عنده و دراسته كظاهرة..



 قبل أن اكتب رأي هذا استمعت و لساعتين متواصلتين لما يقدمه المغني الشاب لأن ابنتي سيلا ( 10 سنوات ) شعرت بالأسى لأنها لم تحضر حفل ثقافي دمر على الرغم من أنني كنت معها في مشوار ثقافي زرنا خلاله قلعة دمشق و الجامع الاموي وكنت احدثها عن تاريخ هذين المَعلمين قبل ان تقاطعني و تبدي اساها من فوات الحفلة، لذا كان لزاماً عليّ أن أستمع لأغانيه قبل ان ابدي رأي بما تستمع اليه ابنتي، بعد الاستماع وصلت الى نتيجة واحدة مفادها: 


جيل الحـ.ـرب يكره قيم و مبادئ من سبقوه ويحتـ.ـقرها ، جيل الحـ.ـرب لا توجد لديه سوى مرجعيتين : المرجعية الدينية و المرجعية الفنية بشكلها السيلاوي و غيره، جيل الحـ.ـرب يرى فينا أناساً حـ.ـرقوا ـ و مازالوا ـ أجمل سنوات عمره، لذا هو يرفض بصمت قيماً دافع الكثيرون منّا عنها بشراسة بل و يرى فيها سبباً مباشراً لعمره المنهوب، لذا فهو يتبنى بغالبيته كل ما هو خارج سياق الذائقة الجميلة من ثياب و طريقة كلام و غناء و رقص و فكر، هذا الجيل سيكون رأس حربة تقضي على ما تبقى من سوريا الجميلة إذا لم يتم الإلتفات إليه و دعمه و تمكينه من امتلاك ملكة التمييز بين الغث و الثمين دون ان نفرض عليه شيئاً .. 


المسألة أعمق بكثير من مغنٍ شاب يقدم أغانيه لجيل شاب، تناولها بهذه الطريقة هو تعميق للشرخ العامودي القائم اليوم في المجتمع السوري، و الذي وصل الى الذوق الموسيقي للاسرة الواحدة، كل المحبة..