- مامعنى السنة الهجرية ؟ 

- ولماذا يأخذ المسلمون بالتأريخ الهجري في الإسلام ؟ 

- ولماذا لا يأخذ المسلمون تأريخهم بتاريخ ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم مثلاً ؟

- ولماذا لا يأخذ المسلمون بتاريخ نزول القرآن الكريم ، ويكون تأريخهم في هذا الحدث العظيم مثلاً ؟ 

- ولماذا لم نأخذ أيضاً بتاريخ وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

 الجواب : 

في السنة السابعة عشرة 17 للهجرة أيام خلاقة سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وخاصةً في شهر جمادى الآخرة ، ورد خطاب إلى أبي موسى الأشعري مؤرخًّا في شعبان ، فأرسلوا إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقولون له : يا أمير المؤمنين ، تأتينا الكتب وقد أُرِّخ بها في شعبان ، ولا ندري أي شعبان هذا ؟ هل هو في السنة الماضية ؟ أم في السنة الحالية ؟ 

فجمع سيدنا عمر - رضي الله عنه - الصحابة رضوان الله عليهم ، وبحثوا في هذا الشأن ، وكل واحد منهم طرح فكرة خاصة !

فأحدهم قال : نأخذ بتاريخ مولد الرسول 

والآخر قال : نأخذ بتاريخ وفاته 

وأحدهم قال : نأخذ بتاريخ نزول الوحي ! 

إلا أن الصحابة أجمعوا فيما بعد على أن أهم حدث بتاريخ الإسلام ، هو تاريخ هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 فلذلك اتخذ سيدنا عمر بن الخطاب باستشارة سيدنا عثمان وسيدنا علي - رضي الله عنهما - 

وجعلوا هذا الحدث الهام جداً بداية التأريخ للأمة العربية الإسلامية جمعاء .

وكان هذا في سنة ( 622 ) ميلادية ، أي أن بداية محرم تبدأ من تلك السنة ، وبدأ التأريخ بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم منذ ذلك التاريخ .

ففي مثل هذا اليوم ومنذ 1444 عاماً ، هاجر سيدنا وحبيبنا محمد - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - من مكة المكرمة ، وهي أحب أرض الله إليه ، إلى يثرب ، إلى المدينة التي تنوَّرت بمقدمه ، لتكون هذه الهجرة بداية تأسيس الدولة ، وبداية تأسيس المدينة ، وبداية تأسيس العاصمة ، التي كانت ركزاً للقانون والنظام ، ركزاً للإتلاف والتآلف ، وركزاً ينطلق منها شعاع النور ليبدد العتمة في كل أرجاء الكون .

بأبي أنت وأمي يارسول الله ..

أشهدُ ، و أُشهد الله ، وملائكته ، وأهل السماء ، وأهل الأرض ، وجميع خلقه ، بأنك بلغت الرسالة ، وأديت الأمانة ، ونصحت الأمة ، وكشفت الغُمَّة ، وجاهدت في الله حق الجهاد ، وهديت العباد إلى سبيل الرشاد .

كل عام وأنتم والأمة الإسلامية بألف خير  

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم