تقول إحدى الأخوات : كنت في يوم من الايام أنظف بيتي ، فجاء ابني وهو طفل وأسقط تحفة من الزجاح فانكسرت !


فغضبت عليه أشد الغضب لأنها غالية جداً ، واهدتني إياها أمي ، وأحبها  وأحبُّ أن أحافظ عليها ..

ومن شدة الغضب دعوت عليه فقلت :

( عسى ربي يطيح عليك جدار يكسر عظامك )


تقول الأخت : 

مرت السنين ونسيت تلك الدعوة ، ولم أهتم لها ، ولم أعلم أنها قد ارتفعت إلى السماء !

كبر ابني مع إخوانه وأخواته ،  وكان هو أحبَّ أبنائي إلى قلبي ♡

أخاف عليه من نسمة الهواء ، وكان بارّاً لي أكثر من إخوانه وأخواته .


درس وتخرج وتوظف ، وأصبحت أبحث له عن زوجة

وكان عند والده عمارة قديمة ، ويريدون هدمها وبناءها من جديد

ذهب ابني مع والده للعمارة وكان العمال يستعدون للهدم, ، وفي منتصف عملهم ذهب ابني بعيداً عن والده ولم ينتبه له العامل فسقط الجدار عليه !!

وصرخ ابني ثم اختفى صوته .

توقف العمال وأصبح الجميع في قلق وخوف !!


أزالوا الجدار عنه بصعوبة ، وحضر الإسعاف ,، ولم يستطيعوا حمله لأنه أصبح كالزجاح إذا سقط وتكسر ، حملوه بصعوبة ونقلوه للعناية المشددة !!


وعندما اتصل والده ليخبرني ، سقطت مغشية عليَّ ، وحين استيقظت كأن الله أعاد امام عيني تلك الساعة التي دعوت فيها عليه من سنوات طويلة وهو طفل ، وتذكرت تلك الدعوة ،  وبكيت وبكيت حتى فقدت وعيي مرة أخرى .


ولم استيقظ إلا في المستشفى ، فطلبت رؤية ابني ؟

رأيته ، وليتني لم أره في تلك الحالة !


وفي تلك اللحظات توقف جهاز القلب ، ولفظ ابني أنفاسه الأخيرة .

صرخت وبكيت وأنا أقول : 

ليته يعود للحياة ، ويكسر تحف البيت جميعها ، ولا أفقده .


ليتني أصبحت بكماء ولا دعوت عليه تلك الدعوة 


ليت وليت وليت ، ولكن ليتها تنفع كلمة ليت !


رسالتي لكل أم وأب : 


لاتتسرعوا في وقت غضبكم بدعائكم على أبنائكم

استعيذوا بالله من الشيطان الرجيم

وعودوا ألسنتكم بالدعاء لإبنائكم بالتوفيق والهداية لا بالدعاء عليهم 


واعلموا أن الدعاء على أولادكم لا يزيدهم إلا فساداً وعناداً وعقوقاً

وأول من يشتكي مِن هذا العقوق هو أنتم يا من تَسرَّعتم عليهم بالدعاء

فلا تدعوا على أولادكم، ولكن ادعوا الله لهم أن يُصلحهم ويهديهم .


وكلما وجدتم أبناءكم يفرحون ويلعبون إدعوا لهم بهذا الدعاء : 

( اللهم أسألك أن تفرحهم في الجنة ، كما فرحتهم في الدنيا )