كانت البداية عادية ، والنهاية كان من المفروض أن تكون بديهية عادية فكيف تحول الأمر إلى كل هذا الجنون ؟ عندما كان بروس واين طفلا صغيرا خسر والديه في حادثة اعتداء في شوارع غوثام ، لما كبر قليلا وأصبح مراهقا بدأ ينمو عنده حس الجريمة كرد فعل عكسي من أجل الثأر ، حبيبته ريتشل تعطيه درسا حول العدالة وأن الانتقام ضعف ، وبالتالي يسافر ويتعلم أساليب جديدة في القتال ويعود بعد سبع سنين كاملة بأسلوب غريب ، يفكر في أن يخترع فكرة عبقرية مجنونة كرمز للعدالة تخيف مجرمي الشوارع وتجعلهم يشعرون أن هناك دائما عينا تسهر لمراقبتهم وتقديمهم للعدالة ، وهكذا تأتي فكرة باتمان ،، في هذه الحالة كيف يجب أن تكون النهاية ؟ 

المفروض في هذه الحالة بروس واين يخبر حبيبته ريتشل أنه هو الرجل الوطواط باتمان ، فتقع في حبه وتنبهر بحركاته وتتزوجه ، وتنتهي الحكاية بقبلة وردية لبطل يحارب المجرمين ليلا ويستيقظ صباحا على وجه حبيبته الحسناء .. 

جاء الجزء الثاني من الفيلم ، فارس الظلام ، في بداية الجزء الثاني نلاحظ بروز شخصية جديدة وهي هارفي دنت ، مدعي عام أمن الدولة ، يحبس المجرمين في السجون بقوانينه الصارمة وينظف الشوارع ويعاقب المفسدين ، وهكذا تهلل مدينة غوثام له ، هذا البطل الأنيق الوسيم الذي يدخل الناس للسجن ببذلة جميلة وابتسامة مشرقة منحت الأمل لأهل غوثام ، وهكذا تقع ريتشل دوز في حب هذا المدعي وتعشقه حتى الفناء ، باتمان يشعر أن دوره انتهى .. لم يعد هناك داعٍ لوجوده ، لقد بدأ حربه على الجريمة لما كان رجال الشرطة أنفسهم يخافون من التجول في الشوارع ليلا ، أما الآن وقد أصبحت غوثام تنعم بكل هذا الأمن والهدوء فما الحاجة لفارس الظلام ؟ سأتقاعد وأتزوج حبيبتي ريتشل وأعيش معها في قصر عائلتي الذي أعيد بناءه ، الصدمة الأولى لبروس .. ريتشل تحب رجلا آخر .. هارفي دنت .. الصدمة الثانية لم تكن لبروس وحده .. كانت لمدينة غوثام كلها ...

أحدهم خرج يخبر الناس كيف تحصل على بعض الندوب في وجهه ،، مجرم لا يعترف لا بالقانون ولا بالعدالة ولا بالجريمة نفسها ، لا يردعه أي شيء تماما ، يقتل القضات والولاة والرؤساء مثل شربة الماء ، هدفه المال ؟ السلطة ؟ لا .. ظهر الجوكر وهدفه الوحيد هو الفوضى .. 

حاول هارفي دنت التعامل معه بقوة القانون والشرطة وغيرها من السخافات البرجوازية .. لكن بلا جدوى .. في تلك اللحظة ، في تلك الليلة بروس واين يقدم آخر عرض لحبيبته ريتشل ، هل ستتزوجيني ؟ كان بروس يفهم أنه سيدخل مستوى آخر من الحروب وأنه هو شخصيا سيتحول إلى شيء آخر تماما .. لآخر مرة سألها ، وكان جوابها أنها تريد أن تفكر ، وكل ما كان في عينيها هو رجل واحد فقط .. هارفي ..

يتوجه بروس لمخبأه ويرتدي عباءته الجديدة النسخة المطورة من لباس الرجل الوطواط ،، ويتحول من رجل خفاش إلى فارس الظلام ، يضع يديه على كتف هارفي ويقول له بكل هدوء وبساطة '' تنحى جانبا يا صديقي .. هذا المخبول لا تنفع معه قوانينكم .. " 

ويدخل عراب الأبطال الخارقين رسميا في النزال ، مواجهة ملحمية حتى فناء العظام بينه وبين أخطر مجرم في تاريخ الكوميكس .. لم يعد باتمان يعرف شيئا ، لا ريتشل ولا دنت .. لا ماضي ولا مستقبل ، تحولت حياته كلها إلى ظلام ، وكلما كان الجوكر يزداد شرا باتمان كان يزداد ظلاما وسطوة وبطشا ..

كيف انتهت هذه الحرب ؟ لا احد انتصر فيها ،، فارس الظلام يخسر حبيبته وحلمه الأخير بأن يعيش حياة طبيعية ، عندما أفسد الجوكر سمعة هارفي دنت واخلاقه بجعله يقتل خمسة من ضباط الشرطة ، خبر لو تسرب للصحافة فسوف يجعل الدولة في وضع محرج لأنها ستضطر لالغاء كل قوانين دنت واطلاق سراح المجرمين وهو ما سيجعل الشوارع تغرق في الجريمة مرة أخرى ،، على الناس أن لا يعلموا بأن دنت هو من فعل كل ذالك ، خاصة انه مات وليس بإمكانه تغيير ما فعل .. كانت تلك آخر خطة للجوكر ، ورقته الأخيرة التي رمى بها في الطاولة ،، افساد هارفي دنت الذي يمثل الوجه المشرق للعدالة في غوثام .. فما الحل ؟ هل سيفوز الجوكر حتى بعدما تم اعتقاله ؟

يجيب فارس الظلام : " الجوكر لا يجب أن يفوز .. " 

يطلب من جيم غوردان أن يعلن لرجال الشرطة ان باتمان هو من قتل الضباط الخمسة وهو من قتل هارفي دنت ، ويتحول إلى منبوذ مطارد من طرف الشعب والحكومة على حد سواء ، وحتى في مقاعد السينما الكثيرون يعتقدون أن الجوكر هو البطل وأن باتمان مجرد مجنون يركض بعباءة سوداء دون ان يقدر أحد ثمن التضحية التي قدمها ليس من أجل نفسه ولا من أجل حبيبته التي خسرها .. بل من أجل المجتمع ، 

كان بإمكانك أن تحمل ثروة أبيك الطائلة وتغادر نحو أي مكان في العالم تعيش فيه مثل الأمراء .. ما الذي أجبرك على البقاء في سفينة تغرق في الوحل بلا أمل .. فتحمل ! 

إنه فارس الظلام ، جيم غوردان سماه الحامي الذي لا ينام .. كتاب الكوميكس قالوا عنه الرجل الوطواط