كانت كارميلا كورليوني أقلّ النساء ظهورا سواء في الفيلم أو الرواية ؛ ولكن ذلك في حد ذاته سبب كافٍ ليجعل منها امرأة عظيمة ،كارميلا كانت زوجة فيتو كورليوني ، هذه المرأة الصقلية الإيطالية كانت تعرف شيئا واحدا فقط ؛ وهو أنها تحب زوجها وبيتها وأولادها ، لم يكن على جدول أعمالها أي شيء آخر عدا خدمة زوجها وأهل بيتها ، لم تكن تتدخل في أي شيء يخص خارج أسوار بيتها ؛ لقد كانت حدود منزلها تمثل حدود العالم بالنسبة لها ؛ هناك مشهد جميل في الجزء الثاني من الفيلم عندما دخل فيتو كورليوني إلى بيته بعدما تم طرده من العمل ؛ دخل وفي يده حبة إجّاص فقط ، رغم ذلك استقبلته كارميلا بالقبلات كما لو كان يدخل عندما كان يعمل ويدخل بأكياس ممتلئة ، في كلتا الحالتين كانت تستقبله بالبشاشة نفسها والحب نفسه ،، هذه الأشياء ربما نساء اليوم لا يعرفن قيمة تأثيرها على الرجل وكيف تدفعه دفعا نحو الأمام !

فيتو كورليوني بدوره كان يحب كارميلا ، كان مكتفيا بها ومقتنعا بها ، لما أخذه صديقه جينكو من أجل أن يريه حبيبته كم هي جميلة قال له " هي جميلة بالنسبة لك أما أنا فلدي زوجتي التي احبها .. ” ، ولم يثبت يوما لا في الفيلم ولا في الرواية أن فيتو كورليوني خان كارميلا أو نظر الى امرأة غيرها .. وربما لا يعرف الرجال اليوم أيضا قيمة ذلك بالنسبة للنساء، وفاء الرجل لدى المرأة قيمة لا تقدر بثمن ..

 وهكذا كانت العلاقة المتكالمة بين الزوجين ، هي تخدم بيتها ، وهو في خارج حدود البيت يعيش أسدا شرسا من أجل عائلته ، من أجل كارميلا وأولادها ؛ وله في ذلك مقولة مشهورة جدا " ان الرجل الذي لا يقضي وقتا مع عائلته لن يكون أبدا رجلا حقيقي ... "

يقول المرحوم أحمد خالد توفيق : ” إن الرجل يعيش من أجل عمله ، بينما المرأة تعيش من أجل بيتها .. وأية محاولة لتبديل ذلك كفيلة بخراب مالطة !! ’’